تقرير أمريكي: “الجزائر من أصعب المناطق لإختراقها.. وهي اليوم تستعرض عضلاتها الإقتصادية”

تادامسا نيوز/ الجزائر: كشف تقرير صادر عن “معهد السلام الأمريكي” إنه “من المتوقع أن تلعب الجزائر دورًا بنّاءً ومركزيًا في ليبيا والصحراء الغربية”. وينقل عن دبلوماسيين أمريكيين قولهم إن “الجزائر واحدة من أكثر المناطق صعوبة في اختراقها وفهمها. لكن على مدار العامين الماضيين، كانت هناك مؤشرات على أن الجزائر تتغير. وبدأت في استعراض عضلاتها الاقتصادية والسياسية”.
وتقدم الدراسة الموسعة للباحث، توماس إم هيل، كبير مسؤولي البرامج لشمال أفريقيا بالمعهد. واقع ومكانة الجزائر وقدراتها التنافسية الحالية. ويقارن وضعيتها الحالية مع ما قبل 2019، حيث يؤكد أنها “بدأت في استعراض عضلاتها الاقتصادية والسياسية”، بحسب ما نقلته صحيفة “الشروق“.
وتقول الدراسة المعنونة بـ”جزائر حازمة حديثًا تنتهز فرصة”، المنشورة في 19 جانفي، “على مدى عقود. تجنبت الجزائر المشاركة في الشؤون الدولية، بصفتها عضوًا في حركة عدم الانحياز.
كما يصف الدبلوماسيون الأمريكيون، بشكل خاص الحكومة “بأنها واحدة من أكثر المناطق صعوبة في اختراقها وفهمها”. لكن الذي حصل في السنتين الماضيتين هو تحول كبير للغاية، وتؤكد الدراسة “على مدار العامين الماضيين، كانت هناك مؤشرات على أن الجزائر تتغير وبدأت في استعراض عضلاتها الإقتصادية والسياسية.
والتي تسارعت في أعقاب الحرب في أوكرانيا، حيث استفادت الجزائر من الفرص التي أوجدتها التغيرات في أسواق الطاقة العالمية. كما أكدت الجزائر نفسها بشكل متزايد في الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، وصعَدت من جهود الضغط في العواصم الأجنبية وتعميق العلاقات مع بكين”.
علاقات فاترة بين الجزائر وواشنطن خلال فترة حكم بوتفليقة..
تعرج الدراسة على علاقات واشنطن بالجزائر في فترة الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، معتبرة أنها “مرت علاقة فاترة، فشلت المحاولات المتكررة لتوسيع وتعميق التعاون الثنائي، وظلت محصورة إلى حد كبير في التعاون في مكافحة الإرهاب”.
وقالت أن “الجزائر بدت راضية عن كونها كوكبًا في المدار الروسي”. مضيفةً أن “الجزائر، التي تمتلك أحد أكبر الجيوش الدائمة في القارة، تشتري 81٪ من أسلحتها من روسيا. وهي ثالث أكبر مستورد للأسلحة الروسية في العالم”.
وبعد الحراك الشعبي والحرب الروسية الأوكرانية، شهدت أسواق الطاقة العالمية تغييرات كبيرة. وهي ظروف -يقول التقرير- مكنت الجزائر من استعادة ريادتها”.
ويقول: “توفرت للجزائر فرصة لإعادة تحديد سياستها الخارجية”. في نوفمبر 2020، تم تعديل الدستور الجزائري للسماح بانتشار القوات المسلحة خارج البلاد.
اعتبر البعض هذه الخطوة وسيلة للسماح للجزائر بالتدخل في ليبيا، إذا لزم الأمر. لكن المراجعات الدستورية تسمح أيضًا بالمشاركة في عمليات حفظ السلام تحت إشراف جامعة الدول العربية والأمم المتحدة – وربما الأهم – الاتحاد الإفريقي”.
الجزائر صريحة في معارضتها للتقارب المغربي الإسرائيلي..
وتعرج الدراسة إلى علاقات الجزائر مع المملكة الغربية، وتشدد أن “الجزائر صريحة في معارضتها للتقارب المغربي مع إسرائيل بموجب اتفاقات إبراهام”.
“من وجهة نظر الجزائر، فإن زيادة التعاون الأمني بين المغرب وإسرائيل من شأنه أن يمنح الرباط ميزة عسكرية نوعية مقابل الجزائر”. وحسب المصدر “الجزائر كثفت أنشطتها في الاتحاد الإفريقي وسعت إلى عضوية مجموعة “بريكس” للاقتصادات الناشئة، واستضافت قمة جامعة الدول العربية”.
“بكل المقاييس، كانت تلك القمة ناجحة بالكامل من منظور الجزائر. كما ترأس الرئيس تبون القمة وتمكن في الأسابيع السابقة من التفاوض على “اجتماع وحدة فلسطينية”.
كما تطرق التقرير إلى “النجاح” الذي حققته الجزائر، مع توقيعها خطة تنفيذية مع الصين. من أجل التنمية المشتركة لمبادرة الحزام والطريق. والجدير بالذكر، أن إعلان الاتفاق الجزائري الصيني سبقه أسبوع واحد من قمة القادة الأمريكية الإفريقية في واشنطن. والتي لم يحضرها الرئيس تبون”. “هذه ليست المرة الأولى التي يتجاهل فيها واشنطن”، يضيف التقرير.
في القضايا الإقليمية، تقول الدراسة “إن الجزائر استضافت وزراء خارجية من جميع أنحاء المنطقة. (بالإضافة إلى ممثلين من الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية) لبث روح جديدة في مبادرة الاستقرار في ليبيا”.
السياسة الخارجية الجديدة للجزائر فرصة لتوسيع التعاون
كما أضافت أنه “وفي أفريل 2022، أعلن الرئيس تبون عن نيته استضافة مؤتمر ليبيا الثاني. وهنا يتحدث صاحب الدراسة عن إمكانية حدوث “تحفظ” حول الدور الجزائري. ويؤكد “جهود الجزائر للتنافس مع فرنسا وإيطاليا وألمانيا ومصر والإمارات على منصب الوسيط الرئيسي في ليبيا ستختبر الفطنة الدبلوماسية للجزائر”.
لكنه يشير أيضاً إلى مصر تحديدا، وفي موضعين تقول الدراسة “قد ترى مصر أن نفوذ الجزائر المتنامي يمثل تهديدًا يؤدي إلى تنافس إقليمي”. كما أضافت: “قد يكون التنافس الإقليمي مع مصر هو النتيجة الثانوية الأكثر تحديا للسياسة الخارجية الجزائرية الجريئة”.
وبالنسبة للولايات المتحدة، تعتبر الدراسة أن السياسة الخارجية الجديدة للجزائر فرصة لتوسيع التعاون الثنائي. وبناء العلاقة التي لطالما سعت إليها واشنطن، تقول الدراسة. وتضيف “كانت إدارة بايدن حريصة على إنشاء وتوسيع بدائل للطاقة الروسية للدول الأوروبية. الجزائر الآن عنصر حاسم في هذا الجهد، وهذا يمنح الجزائر الكثير من النفوذ مع واشنطن”.
المصدر : تادمسا نيوز إضغط هنا