هل ستفشل القمة العربية بالجزائر؟
#هل_ستفشل_القمة_العربية_بالجزائر؟
بقلم الزميل #عدنان_محتالي
الكثير من الجزائرين متخوفون من إحتمال عدم نجاح القمة العربية المزمع انعقادها في الفاتح و الثاني من نوفمبر القادم في الجزائر، و الكثير من الأطراف الحاقدة تراهن على ذلك أيضا، و هنا يجب أن أؤكد لهؤلاء و أولائك أن القمة ستنجح، و ستحقق الأهداف التي تم ستطيرها و إليكم لماذا.
قبل الخوض في أهداف القمة الجزائرية، يجب أن نمر على تاريخ القمم العربية بشكل سريع.
عقدت منذ نشأتها سنة 1946، ثلاثون قمة عادية، 9 طارئة و 3 إقتصادية، و تراوحت قرارات هذه القمم بين الأحسن كدعم القضية الفلسطينية ، التصدي للعدوان الإسرائيلي، اتفاقيات السلام في لبنان، دعم الرئيس السوداني أمام العقوبات الدولية، و بين أسوائها ،كتعليق عضوية سورية (لقاء وزراء الخارجية) ،و تأييد تدخل الناتو في ليبيا، و قد بقيت اغلب القرارات و المخرجات حبيسة الأدراج إلا السيئة منها.
و يجب الإشارة أيضا إلى أنه لم يسبق في أي من هذه القمم أن حضرها كل زعماء الدول العربية، و قد كانت أسباب الغياب في أغلب الأحيان، الإختلاف في دعم ذلك الطرف أو غيره في الصراعات التي إحتدمت بين أعضائها، أو في صراعاتها مع إيران، لكن القرارات الوحيدة التي حظيت بدعم كل الأطراف هي القرارات التي تعلقت بالقضية الفلسطينية.
و هنا، يجب أن نحدد ما هي أهداف الجزائر من هذه القمة، و هي 3:
لقد كافحت الديبلوماسية الجزائرية من أجل تحقيق #الهدف_الأول، و المتمثل في إعادة سوريا إلى البيت العربي، و ذلك من أجل فك عزلتها و إضافة رقم آخر في لائحة دول الممانعة، لكن، و بسبب معارضة بعض الدول كالسعودية و قطر، إضطرت إلى سحب هذا الهدف من الطاولة، و يعود رفض هذه الدول و غيرها إلى الرغبة في حرمان الجزائر من هذا الإنجاز التاريخي، إضافة إلى مواصلة الضغط على سوريا في عدد من المسائل كتمرير الأنبوب الغاز ي القطري نحو تركيا و منها إلى أوروبا.
أما #الهدف_الثاني، الذي عملت من أجله الجزائر، فهو إعادة الحياة إلى القضية الفلسطينية، حيث استطاعت بعد لقاءات ماراثونية بلغ عددها 44 لقاء، أن تصل إلى إتفاق لم شمل للفصائل الفلسطينية المتناحرة، و وضع خارطة طريق من أجل تشكيل حكومة موحدة، و تأتي القمة العربية من أجل تأكيد هذا الإتفاق، و إشراك الدول العربية في تنفيذ بنوده.
الكثير من الدول العربية تذرعت و تتذرع بيأسها من إنفراج للقضية الفلسطينية بسبب الفرقة بين الفصائل، من أجل تبرير تطبيعها مع الكيان الصهيوني، و ترى السلطات الجزائرية أن التقدم في رأب الصدع بينها، سوف يكبح جماح الهرولة نحو التطبيع بدافع الحرج (سد الذريعة)، و هي الطريقة المثلى (حاليا) التي تعتمدها الجزائر للتصدي للكيان الصهيوني و نواياه التوسعية.
ما لا يعلمه ساسة العرب، هو أن الجزائر لا تعول على دعم فعلي منهم، بل إنها تسعى إلى إفتكاك الشرعية الدولية منهم لا غير، الجامعة العربية هيئة فوق دولية – قراراتها سارية و نافذة في بهو الأمم المتحدة، و دعم الجامعة لإعلان الجزائر للم شمل الفصائل يعتبر إعطاء الجزائر ورقة ضغط و مرافعة، صنيعتها و مهندسة لها، و متابعتها و السهر على تطبيق بنودها يعطيها قوة موفق و يد تحركها في الشرق الاوسط، كما أن دعم الجامعة سيمثل تعبيدا لقرار أممي في نفس الشأن.
كل هذا لن يحتاج بالضروره حضور الرئيس فلان أو الوزير علان، كل ما تحتاجة الجزائر هو إمضاء رسمي و قرار دعم بالإجماع، لا غير.
أما #الهدف_الثالث، فهو ترويجي، لقد لاحظنا حجم الإهتمام الذي وضعته الدولة الجزائرية من أجل إنجاح الألعاب المتوسطية، الأمر مشابه تقريباً، لكن في شقه السياسي و الديبلوماسي، تسعى الجزائر إلى إظهار إنفتاحها على العالم، و التطور الذي تشهده منذ سنوات، و جذب الإهتمام الإقليمي و الدولي، كل هذا من أجل البروز بين الدول، الأمر الذي سينعكس على سياستها و إقتصادها، و جعلها مزار لرأس المال الإستثماري، و السواح، و غيرها من تبعات الإنجذاب الحضاري.
و بالنظر إلى حجم المرافق التي سخرتها، و الإستعدادات التي بذلتها، و التغطية الإعلامية التي تعول على جذبها، فإن القمة ستكلل بنجاح إستثنائي بالمقارنة مع القمم السابقة.
تعتبر القمة ومضة إشهارية للجزائر، و أداة تموقع في الخارطة السياسية الشرق أوسطية، و حسب رأيي، فإن النجاح في تنظيمها شبه مضمون تقريباً.