
كشفت الانتخابات البلدية التي شهدتها تونس في 6 ماي الماضي ، مفاجئات كبرى ، بداءً من القائمات المستقلة التي كانت الاوفر حظا في البلديات مرورا على حركة النهضة التي حافظت على رصيدها الانتخابي ، وصولا إلى أحزاب لم نجد لها أثرا في النتائج البلدية ، حيث لم تتجاوز نسبة فوزها بالمقاعد البلدية الواحد بالمئة ، رغم شهرة قياداتها و حضورهم الدائم في المنابر الإعلامية .
و فيما ذهبت بعض الأحزاب المصدومة من نتائجها إلى إجراء تقييم يشمل كامل هياكلها ، فضّلت قيادات حزبية أخرى الاختباء لحفظ ما تبقى من ماء الوجه، خاصة و ان هذه الشخصيات عودتنا بصولاتها و جولاتها في وسائل الاعلام الذي منحهم بطاقة الظهور الدائم.
وإذا كان منطقيا أن تحصل أحزاب صغيرة على بعض المقاعد فقط في بعض الدوائر القليلة التي ترشحت فيها، بحكم إمكانياتها المادية المحدودة، فإن اللافت هو تراجع أحزاب تقودها شخصيات سياسية معروفة الى مراتب متأخرة جداً،على غرار حركة مشروع تونس الذي يترأسها محسن مرزوق، أحد السياسيين الذين استطاع جلب أضواء الشهرة له بتصريحاته النارية و مناوراته السياسية اللامحدودة .
و لكن نتائج الانتخابات كانت لها كلمة أخرى في حق ما يُقال عن المناورات السياسية لمحسن مرزوق ، لتكشف ان حزبه لم يستطع احراز سوى 1،72 بالمئة من نسبة المقاعد البلدية، نسبة ضئيلة لا تتساوى مع حجم الهالة الاعلامية التي تُحاط عادة بمحسن مرزوق.
وجاءت بقية النتائج مؤكدة غياب أحزاب عن المشهد العام، إذ حصل “الحزب الدستوري الحر” على نسبة 1,06 في المائة، و”الاتحاد المدني” الذي يضم 11 حزبا على بنسبة 0,92 في المائة، و”حزب المبادرة” على 0,32 في المائة، وحزب “بني وطني” المنشق عن “نداء تونس” على 21 ,0 في المائة، و”الاشتراكي” على 0,18 في المائة، و”الاتحاد الشعبي الجمهوري” على 0,1 في المائة، وحزب “تنظيم الأجيال” على 0,08 في المائة. وحصل حزب “حركة تونس أولاً”، المنشق عن “نداء تونس”، على مقعدٍ وحيد بعد حصوله على نسبة 0,01 في المائة، و”حزب المستقبل” على مقعد، بنسبة مماثلة.
الشاهد