رأيموريتانيا

رئيس اتحاد أحزاب الأغلبية الديمقراطية في موريتانيا: خيار المقاومة هو الحل

 

 

ندد رئيس حزب “الرباط” الاجتماعي في موريتانيا أحمد ولد دومان بالعدوان الثلاثي الظالم الذي استهدف سوريا السبت الماضي. الرئيس الدوري لاتحاد أحزاب الأغلبية الديمقراطية في موريتانيا المكون من 17 حزبا سياسياً، أكد في لقاء خاص مع موقع “العهد” الاخباري أن “جهوزية الدفاعات الجوية أذهلت المتتبعين وأعادت الاعتبار للأمة ومسحت عن جبينها عار الهزيمة، موجّهاً التحية الى “حلف مقاومة الإرهاب”، حلف المقاومة، على تصديه للمؤامرة التي واجهت المنطقة.

“العهد”: كيف تابع اتحادكم جريمة العدوان الثلاثي على سوريا؟

احمد ولد دومان: لقد أذهلنا هذا التهور وهذا الجنون الأمريكي حين شاهدنا صورة الرئيس الأمريكي وهو يعلن في وقت متأخر من الليل كما يفعل اللصوص قائلاً إن طائراته العسكرية تقصف سوريا الآن، بحجج وذرائع لا تقنع أحداً. في ذلك الوقت عرفت أن العالم يحكمه المجانين والفوضويون من أمثال هذا المعتوه المدعو ترامب، وأن أحداث التاريخ تعيد نفسها فهذا العدوان يذكرنا بالعدوان الثلاثي على مصر1956م. يبدو للأسف أن العقلية الاستعمارية الظالمة لا تزال تسكن رؤوس بعض قادة الغرب وتحرك سياساتهم. فقبل أن تندمل جراح العدوان الصهيوني على مطار التيفور نتفاجأ بهذا العدوان الذي تشترك فيه أمريكا مع أوروبا العجوز ضد سوريا الدولة العضو في الامم المتحدة ذات السيادة. وهو ما برهن لنا عمق الترابط والتفاهم والتنسيق بين هذه الدول والكيان الصهيوني وأن كل ما يجري في المنطقة من أحداث مرتبط بمصالح وأجندات هذا الكيان السرطاني، وأغرب ما أصابنا بالصدمة ما رأيناه من دعم وتحريض للأسف من أنظمة تدعي انتماءها للعرب في حين أنها مجرد أتباع اذلاء للمصالح الأمريكية في أرض العرب، هم أقرب الى الهوية الصهيونية من أي هوية أخرى.

هذا الموقف المخزي سيطارد حكام آل سعود وآل ثاني لا محالة وهم الذين دخلوا في “ماراثون” لاعلان الدعم والتأييد المطلق لهذا الاعتداء الصارخ على دولة عربية مسلمة ومسالمة، وأوكد هنا أن موقف السعودية ومشيخة قطر من هذا العدوان هو موقف مخجل ومذل ومشين، وعلى الشعبين العربيين في قطر والسعودية أن لا يتركا هذه المواقف تمر دون عقاب لأنها ستكون وصمة عار في جبين أجيالهم في المستقبل.

أحمد ولد دومان

بعد انبلاج الفجر وانكشاف أبعاد العدوان شعرنا بالسعادة وبالزهو لما رأيناه من انجازات حققها الدفاع السوري في إحباط الهجوم وإسقاط صواريخ العدوان.

أيقنا أن العدوان أخفق في تحقيق أهدافه السياسية والاستراتيجية وأن المعتدين ابتلعوا أطماعهم فقد حققت الدفاعات الجوية نصراً، ونقلت صواريخ الدفاع الجوي في سوريا من صف الدول الصغيرة الضعيفة المعتدى عليها إلى دولة تحبط مشاريع وأحلام دولة عظمى بحجم الولايات المتحدة ومعها دول استعمارية قديمة لها تاريخ أسود في الاستعمار والتسلط والهيمنة. أشكر باسم جميع أعضاء الاتحاد هنا في موريتانيا الجيش والقيادة والشعب السوري الذين مسحوا عن جبين أمتنا هذا العار وهذه الهزيمة التي عانت منها الأمة لسنوات.

“العهد”: كيف تعاطت أوساطكم السياسية والحزبية وخصوصا في الشارع الموريتاني مع الاتهامات التي بررت لهذه الدول شن عدوانها على سوريا؟

احمد ولد دومان: لم تقنع تلك الاتهامات الملفقة ولا تلك الأشرطة المختلقة أي إنسان هنا في موريتانيا، والكل عرف منذ الوهلة الأولى التي أعلنت فيها زعيمة الإرهاب العالمي أمريكا عن تهمة الكيمائي أن هناك مخططاً إجراميا يحاك ضد سوريا تحت ذريعة الأسلحة الكيمائية، والناس هنا يتذكرون كذبة السلاح الكيميائي في العراق والتي على أساسها تم تدمير هذا البلد وإرجاعه إلى الوراء، لذا فقد عرفنا أن أمريكا والحلف الغربي يريد الانتقام من الدولة السورية ومحورها المقاوم الذي أحبط مشروعهم وهزم فصائل الجماعات الارهابية الوهابية التكفيرية في الغوطة الشرقية بدمشق الممولة من قوى الرجعية العربية لحساب الغرب. وكانت هزيمة هذه الجماعات الإرهابية في الغوطة وقبلها في العديد من مناطق سوريا منعطفاً جديداً في الحرب الكونية على سوريا. وشعر الأعداء بمرارة الهزيمة وأن ملياراتهم وأطنان أسلحتهم وخططهم ذهبت أدراج الرياح، فلذا لم يكن أمامهم الا العدوان، فجاء الصهيوني بصواريخه كمحاولة انتحارية يائسة، لكن العدوانين فشلا والسبب في ذلك بعد الله ودعم حلفاء سوريا الاوفياء في مقدمتهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله يعود الى صمود الشعب والجيش العربي السوري البطل إضافة الى الموقف الروسي الكبير والمؤثر، ولولا التصدي الروسي لهم في مجلس الأمن لاستغل أعداء الأمة مجلس الأمن الدولي وتبنو الفصل السادس كعادتهم لتبرير إجرامهم بحق الشعوب.

“العهد”: كيف ترى مستقبل الفتنة التي تشهدها المنطقة في ظل الانتصار السوري الأخير؟

احمد ولد دومان: ما حدث مؤخراً في سوريا أكد أن خيار المقاومة هو الحل وهو الخيار الأكثر صوابية في التعاطي مع المؤامرات الصهيونية والامريكية التي تعد لاستنزاف الأمة. فالصمود السوري ووعي وادراك قوى المقاومة لابعاد هذه الفتنة الكبرى كان وراء فشل هذه المؤامرة التي استهدفت سوريا نظرا لموقعها الجغرافي ودورها المحوري في التصدي للمخططات الامريكية الهادفة الى إضعاف الدول العربية واستباحة أمنها خدمة للمشروع الصهيوني، ويحزنني للأسف ان يكون هناك عربي في صف الحلف الصهيوني واقصد الممالك والمشايخ الذين حرضوا على سوريا والمقاومة ودفعوا الأموال لـ “التاجر الشاطر” الأمريكي رونالد اترامب من اجل الاعتداء على سوريا وارباك محور المقاومة ومشاغلته في حروب ثانوية عن فلسطين ومعركة تحريرها.

نخشى أن يتم إرسال عصابات الغلو والتوحش الداعشي إلى اليمن الذي ينزف بفعل العدوان السعودي الظالم أو الى شمال إفريقيا عن طريق بوابة ليبيا التي تعاني الفوضى لا سيما بعد الهزيمة الساحقة التي مُني بها الإرهابيون في سوريا والعراق وتتحدث التقارير عن نقل هؤلاء الارهابيين الى معارك اخرى.

العهد: هل من كلمة أخيرة؟

احمد ولد دومان: أهنئ القيادة الوطنية والقومية في سوريا وأعلن عن دعمنا لها ووقوفنا الى جانبها في هذه المعركة المشرفة، كما أحيي محور المقاومة وأعني الجمهورية الاسلامية في ايران وفي المقدمة القائد المعظم السيد علي الخامنئي ، وأحيي حزب الله وشخص الامين العام السيد حسن نصر الله والذي أعطتنا اطلالاته في الإعلام الأمل والبلسم للنفوس، وها هي توقعاته بهزيمة الارهاب وانتصار المقاومة تترجم على الارض وفي الميدان. كما أترحم على الشهداء الابرار الذين ضحوا من اجل هذه اللحظة التاريخية العظيمة، وأهيب بكافة الهيئات السياسية والشعبية الحزبية والنقابية العربية اعلان الدعم والمساندة لسوريا ومحور المقاومة والوقوف مع هذا المحور لاستكمال النصر وتحقيق هزيمة أعداء الأمة، كما أتمنى ان ينضج الوعي إلى درجة ان نرفع الدعاوى القضائية ضد المجرمين خاصة الذين تسببوا في أزمة سوريا وأججوا هذا الصراع بالسلاح والمال والمرتزقة. واعتقد أننا لو امتلكنا قدرا بسيطا من الإرادة لكسبنا هذه المعركة ولرأينا ملاحقة قانونية وقضائية حقيقية للمجرمين الذين استباحوا الأرض السورية والعراقية واليمنية وحولوها إلى مسرح لجرائمهم المنكرة.

العهد نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق