بناء على طبيعة الوضع الصحي لحفتر : التداعيات العشر المرتقبة في الشرق الليبي

علي اللافي:
في انتظار الإقرار الرسمي بالوضع الصحي الخطير لحفتر والذي قد تتوضح تفاصيله في الساعات والأيام القادمة، فإنه يمكن القول أن حوالي عشر تداعيات تبقى مرتقبة ومتوقعة في ليبيا وخاصة في الشرق:
1- بدا واضحا وجود ارتباك كبير داخل مجلس النواب، بل وقد يتدعم عبر بروز خطاب جهوي يدعو إما للفيدرالية أو انفصال برقة، وهنا لابد من الإشارة أن أهم إنجازات حفتر التي لا يجادل فيها حتى خصومه السياسيين الإسلاميين والليبراليين، هي اجهاضه العملي للفيدرالية في الشرق الليبي والقضاء على أحلام الحالمين بها….
2- توقف مرحلي للعمليات العسكرية حول مدينة درنة، مع استمرار حصارها والتضييق على سكانها مع أن ي تطورات تبقى واردة هناك وعمليا قد تنسحب القوات الموالية لحفتر تدريجياً من الجنوب ووسط ليبيا، وتبدأ في البحث عن تحالفات جديدة حيث المال والنفوذ وعددا من المؤثرات الأخرى…
3- من الواضح وجود مؤشرات أولية لارتباك كبير قادم في عدد من العواصم العربية والغربية خاصة “باريس”، “القاهرة” و”أبوظبي” مع “التأكيد أن خروج حفتر من معادلة المنطقة الشرقية سيُعطي المجال لرئيس حكومة الوفاق فائز السراج للتحرك بالمنطقة الشرقية، خاصة في الدعم الدولي المتنامي….
4- العودة القوية المتوقعة لرئيس تحالف القوى الوطنية “محمود جبريل” للمشهد مجدداً مقابل ذلك يُنتظر عمليا عودة أبو ظبي الاعتماد بشكل أكبر على عارف النايض (السفير الحالي في الامارات)، كمرشح محتمل للرئاسة…
5- عمليا قد تُحاول قبيلة العواقير في مدينة بنغازي وبقية المدن استعادة نفوذها في الشرق الليبي من القيادات العسكرية التي تنتمي لقبيلة الفرجان التي ينحدر منها حفتر، وهو أمر مرتقب وله أسبابه وخلفياته التاريخية وطبيعة التطورات خلال السنوات الماضية والتي تم التعتيم على بعض جزئياتها نتاج رهانات إقليمية ومحلية ….
6- يبقى أيضا من الوارد حدوث صدام مسلح (لا قدر الله)، بين القيادات المسلحة المحلية بمدينة بنغازي وأبناء حفتر، فهذه القيادات من المتوقع منها وبشكل كبير جدا أن ترفض اي دور عسكري أو أمني لنجلي حفتر وقد تشهد المدينة اضطرابات وإغلاق للشوارع والمؤسسات، والامر هنا تجاذب بين رؤيتين تدور النقاشات حولها بين الفاعلين، أولى نفعية في توظيف القرابة والواقعي على الأرض، وبين رُؤية وطنية إصلاحية للدفع في اتجاه الحل السياسي بغض النظر على المدى الزمن وتوخي المرحلية، وهذه الأخيرة تتلخص في اقتراح مجلس أعلى عسكري مشكل من ممثلين عن كل المدن الكبرى والفاعلة ….
7- بغض النظر على أي الرؤيتين التي سترى النور في النقطة السابقة من المتوقع وجود دور بارز وهام لقائد الصاعقة “ونيس أبو خمادة” خلال الأيام والأسابيع القادمة، مع العلم أن البعض يروج أن “بوخمادة” ليس له قوة التأثير الشخصية على محيطه وأن فشله أمر متوقع ووارد …
8- عودة التوتر لمنطقة الهلال النفطي سيصبح امرا جد وارد، وقد يستغل آمر حرس المنشآت النفطية بالمنطقة الوسطى سابقا “إبراهيم الجضران” أو احد المقربين منه، طبيعة الأجواء للسيطرة مجدداً على الموانئ النفطية، الواقعة في نطاق نفوذ قبيلته “المغاربة”….
9- انسحاب متوقع للتيار السلفي المدخلي من المشهد الأمني في بنغازي، وأن بشكل أولي ومؤقت بل وسيصبح ذلك حتميا خاصة إذا وقعت اشتباكات مسلحة بين المليشيات القبلية وأنصار حفتر، ومعلوم أن المداخلة في كل ليبيا يعيشون مرحلة ارتباك كبرى رغم الأدوار الغريبة والمُسترابة التي قاموا بها منذ 2011 ….
10- سيصبح فض الشراكة بين القوى السياسية والعسكرية بالمنطقة الغربية مع معسكر حفتر بالشرق الليبي امرا آليا، وتبدأ تلك القوى في البحث عن مصالحها مع المجلس الرئاسي بطرابلس والتقرب من مكوناته وربط علاقات سياسية واجتماعية معها…
المصدر: صحيفة الرأي العام التونسية بتاريخ 19 أفريل 2018