المغربتقارير

رئيس الحكومة المغربية يعبّر عن امتعاضه الشديد من «الإشاعات المغرضة» ضد حكومته

 

 

«ما كاين لا تيار الإستوزار ولا هم يحزنون، هذه التسميات كلها أكاذيب صنعتها الصحافة» ، بهذه الكلمات عبّر رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عن امتعاضه الشديد من «الإشاعات المغرضة» التي تروّج ضده وضد أعضاء حزبه في الحكومة، رافضا ما يقال عن كونهم فرطوا في المشروعية الشعبية ومبادئ الحزب طمعا بكراسي الوزارة، وهو الأمر الذي دأب متابعون للتطورات التي عاشها حزب العدالة والتنمية منذ إعفاء رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران وتشكيل حكومته، في الحديث عنه بمنظور التنازلات التي قدمها الحزب تباعا للحفاظ على تواجده في الحكومة.

ورد العثماني على هذه الانتقادات بقوة التي هي حديث الصحافة وحديث قياديين في الحزب الذي يرأسه وحديث محللين سياسيين وكل من راهنوا على ممانعة حزب العدالة والتنمية لقبضة «التحكم» كما كان يطلق على ذلك سلفه بنكيران، و ليست حديث المناوئين للحزب بقدر ما هي صادرة أكثر ممن انتظروا من الحزب ومن العثماني مواقف أجرأ خلال تشكيل الحكومة، تتماشى مع ما منحه المغاربة للحزب من أصوات بوأته الصدارة في تشريعيات 7 تشرين الاول/ أكتوبر 2016. كلمة العثماني التي ألقاها أمام شبيبة الحزب في المؤتمر الجهوي في مدينة طنجة، جاءت لشحذ همم شباب ظهرت من مداخلاتهم خيبة أمل و فقدان ثقة في العمل السياسي نتيجة مخلفات مرحلة «البلوكاج الحكومي» و ما تبعها من تفاقم لذات البين في صفوف الحزب جراء نازلة «الولاية الثالثة» التي أظهرت بجلاء الخلاف بين خطين: واحد يجسده بن كيران وأتباعه وثان يقوده سعد الدين العثماني. كلمة حاولت إبعاد شبح اليأس من نفوس الشباب من خلال نفي أن يكون قد تمكن من جزء من الحزب، حيث قال العثماني «ما كاينش اليأس، هناك الإصرار على تطوير أدائنا» و بأن «» بلادنا فيها البركة، ورجال شرفاء وطنيون يخدمون بلادهم و يضحون من أجلها بنفس إيجابي ، لذلك لا وجود لمبرر للخوف واليأس».

هناك بارقة أمل يخبئها المستقبل، يرى العثماني أن الشباب يجب أن يتمسكوا بها ، معتبراً أنه في عز المحن الكبيرة يجب التحلي بالقوة والعزيمة والمضي إلى الأمام في أوراش البناء ، مبديا ترحابه بخطاب النقد ومعاتبا ما سمّاه «الكيل بمكيالين» من خلال التركيز على الكبوات وإخفاء الأفعال الحسنة، قائلاً: «لا توجد مشكلة في من ينبهنا إلى الأخطاء ، لكن أن يكون ذلك بكل أدب و بأخلاق و بإنصاف ووفق قواعد و قوانين الحزب» . العثماني لم يتوقف فقط عند الوضع الداخلي للحزب وانتقادات ذوي القربى، بل وجه جزءاً من خطابه لتوجيه رسائل لمن يهمهم الأمر من دون ذكرهم بالإسم قائلاً: «لنا الثقة في ذكاء الشعب المغربي الذي يتابع من يعرقل و من يعرقل له» ، هامسا في أذن لمن يعد نفسه لاكتساح انتخابات 2021 بأنه لن ينجح لأن «الشعب المغربي ذكي»، و«في وسط التشويش الإعلامي والإشاعات و الأكاذيب و الضغط استطاع الحزب أن يحوز ثقة المواطنين ، وأن يصوتوا لصالحه ».

وبدأ يقرع طبول الاستعداد للانتخابات التشريعية منذ الآن، محاولا التقليل من أمل منافسي الحزب و حلفائه الحاليين في الحكومة و بالضبط حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يروّج في الوسط الإعلامي المغربي الحديث عن استعداده لخلافة حزب العثماني على رأس الحكومة المقبلة، وقال «وسيأتون بآخر في 2021، ولن ينجح»، وقال «في 2007 لم ينجح و الحمد لله و جاؤوا بآخر في 2016 ولم يفعل شيئا» و الحديث هنا على فشل حزب الأصالة و المعاصرة في كسب رهان الانتخابات التشريعية لأكتوبر 2016 ، حيث كان من المنتظر في أوساط السلطة و المقربين منها أن يحتل هذا الحزب الصدراة في الانتخابات .

العثماني الذي لامه الكثيرون ومازلوا عن صمته لما يقوم به بعض حلفائه في الحكومة من دور لكسر قيادة البجيدي لها ، قال أن «العرقة كاينة، ولكن هذه طبيعة الطريق»، مؤكداً لسامعيه أنه لا بد من الصبر و التضحية و الكفاح ، وبأن مسؤولي الحزب الذي يرأسه ينبغي أن يتحلوا بالبراعة لحل الإشكالات العالقة ، معتبرا أن ذلك جزء من النضال السياسي ، ومع ذلك يقول «إذا تعارضت المصلحة الوطنية مع المصلحة الحزبية و الشخصية، نقدم الأولى على الثانية والثالثة ».

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق