
طالب محسن بلعباس رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الجزائري بفتح الحدود البرية بين الجزائر والمغرب، والمغلقة منذ 1994، مشدداً على أنه لا وجود لسبب عقلاني يبرر بقاء هذه الحدود مغلقة، وأنه حان الوقت لإعادة بعث الاتحاد المغاربي، والعمل على تحقيق وحدة بين دول المنطقة خدمة لمصالح الشعوب التي تتوق إلى أن يصبح الاتحاد واقعاً على غرار ما هو واقع في مناطق أخرى من العالم، التي تمكنت دول فيها من وضع خلافاتها جانبا، والالتفاف حول ما يجمعها من مصالح. وأضاف أمس الأحد من تونس خلال مشاركته في ندوة حول تحديات التنمية والتطور أنه بعد أكثر من نصف قرن من الاستقلال، مازالت دول المنطقة في صراعات وخصومات فارغة من أي محتوى، ما كرس الانقسام والتفرقة، مشدداً على ضرورة إقامة فدرالية دول شمال إفريقيا، ووضع الاتحاد المغاربي في شكله الحالي جانبا، لأنه أثبت أنه مرتبط بإرادات الحكام وأهوائهم، في حين أن الوحدة بين دول المنطقة هو مطلب شعبي.
واعتبر أن تأسيس هذه الفيدرالية يمكن أن يتحول إلى مطلب شعبي، إذا ما تمكنت الأحزاب، وخاصة التقدمية منها كل في بلده بشرح وإقناع المواطنين بجدوى إقامة هذه الفدرالية، وإذا حدث ذلك، فإن شرائح واسعة من المجتمع ستتبنى المشروع وتساهم في تجسيده.
وذكر بلعباس أن من الضروري فتح النقاش بخصوص مشروع الفيدرالية، والقيام بالخطوات الضرورية، من أجل تجسيد الاندماج المغاربي في إطار ديمقراطي يحترم إرادة الشعوب أولاً.
جدير بالذكر أن بلعباس سبق له أن طالب بفتح الحدود مع المغرب، مؤكداً أن قرار إعادة فتح هذه الحدود مرتبط بنسبة كبيرة بإرادة السلطات الجزائرية، وأنه يوجد ما يمكن وصفه بالتوافق حول ضرورة فتح الحدود، سواء لدى أحزاب المعارضة، أو حتى لدى دبلوماسيين جزائريين ذائعي الصيت مثل لخضر إبراهيمي، مع التأكيد على ضرورة دخول البلدان في مفاوضات بخصوص كيفية تأمين الحدود البرية من التهريب بمختلف أشكاله، والذي أصبح عقبة إضافية في طريق فتح هذه الحدود المغلقة منذ حوالي 24 عاماً.
القدس العربي