رأي

الكرّاس الأصفر والقضية الفلسطينية 

 

المغاربي لللدراسات والتحاليل __ 

أول صدمة تلقاها البعثيون والقوميون هي اعتراف روسيا البلد الشيوعي بدولة العصابات الصهيونية بل اول من اعترف بها وهو ماشكّل مفارقة في أذهاننا هل يعقل بلد يرفع شعار التقدمية يعترف بدولة تحتل أرضا عربية وزاد الطين بلة عندما وجدنا الاحزاب الشيوعية وخاصة العربية منها تعترف بذلك وتجد المبررات لذلك من مثل تحالف الطبقات للتحرر كيف لطبقة أو شعب محتل ان يتحالف مع محتله ، أي منطق هذا؟ لذلك لا نستغرب ان يكتب البرسبكتيفيون هذا الكراس لانه في الحقيقة ما كتبوه في السابق كان خطأ ، بهذا الكراس يعودون لفكرهم وماركسيتهم و ليس ذلك سوى بضاعة شيوعية تونسية وإقليميتهم الشبيهة بإقليمية بورقيبة.

عندما تقرأ الكرّاس يتبادر الى ذهنك هذا التردد والتخبط في المفاهيم ، واضح أن الذين كتبوا لم يطلعوا على الفكر القومي بل يحملون عداء له ولا يفرّقون بين الدين والقومية فاليهودية قومية في فهمهم وبالتالي اليهود شعب . ولايميّزون بين الاستعمار الاستيطاني الصهيوني وشعب فلسطيني محتل بقرار أممي وهو لم يحدث في التاريخ أن أنشأت دولة بقرار ويفرّقون بين شعب عربي وشعب عربي فلسطيني ففي اعتقادهم أن هناك فرقا واختلافا بين المفهومين ثم يتحدثون عن القومية الفلسطينية المناضلة ،ويتساءلون من هو المضطهد من قبل سلطة دولة اسرائيل القومية العربية أم القومية العربية الفلسطينية ص53 .

جاء في النص ص 50 ،{لايمكن مقارنة سلطة دولة اسرائيل بإدارة عميلة من النوع الذي تنشئه القوى الاستعمارية } في هذه الحالة ماذا نسمي وعد بلفور وقرار التقسيم الاممي ؟؟؟؟؟وماذا يعني ما جاء في الصفحة41 الواضح أن الانكليز كانوا يريدون دولة فلسطينية يهودية عربية ؟؟؟ ومن أنشأ هذه الدولة ؟؟؟

والانكى من ذلك يهملون تاريخ فلسطين الطويل والعريض ليقفوا عند سنة الاحتلال 1948 فقط أي حول سياسي و عمى اديولوجي؟

النص يتحدث عن “اسرائيل” ولم ترد كلمة الصهيونية الا كمنظمة أما ككيان استيطاني وكحركة عالمية معادية للعرب ولشعوب العالم ودورها التخريبي في اوروبا نفسها فانه لامعنى له فالكتّاب يتحدثون عن صراع بين دولة احتلت الارض وشعب يحارب من أجل ان يعود لحدود 67 كما ضبطته الأمم المتحدة .{ وكلمة احتلال لم ترد في النص أيضا } هو إذن اعتراف صريح بدولة العصابات الصهيونية والباقي تفاصيل لا قيمة لها .

اذا اختلّت المفاهيم تهافتت الأفكار وعلى هذا الأساس أعتبر ان الكرّاس نقطة سوداء في تاريخ هذه المجموعة اليسارية وخيرا فعل الأستاذ عبد الجليل بوقرة عندما نشر الكرّاس حتى يدرك الشعب التونسي كيف كانت تفكر هذه المجموعة والتي لا تختلف في أهدافها عن أهداف الاستعمار ، تأبيده حتى تتحرر الطبقات الكادحة.

بوجمعة الدنداني 

المصدر: الصفحة الرسمية للكاتب بتاريخ 07 أفريل 2018

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق