كتاب «مرآة دمشق.. سوريا تاريخنا» للباحث جان بيار فيلو : سوريا العظيمة في عيون الباحثين

صدر عن دار «لاديكوفارت» الفرنسية كتاب بعنوان «مرآة دمشق.. سوريا تاريخنا» للباحث الفرنسي جان بيار فيلو والذي يتطرّق فيه إلى تاريخ سوريا والمراحل التي تعاقبت عليها حتى وصولها إلى سوريا حافظ وبشار.
وورد في مقدّمة الكتاب «لقد تخلّى عالمنا عن سوريا وشعبها وتركها عرضةً لهول لا يمكن تصوّره. ولكن يبدو أننا لم نشعر بهذا الهول إلا عندما تدفقت أمواج من اللاجئين إلى أبواب أوروبا لذا لا بدّ من إعادة الأواصر مع جانب التاريخ العالمي الذي جرت وقائعه هناك، في الضفة الأخرى من البحر المتوسط. ويضيف شئنا أم أبينا، دمشق تمدّ لنا اليوم مرآتها».
الباحث الفرنسي جان بيار فيلو عاش في سوريا خلال الثمانينات من القرن الماضي وجال في كل مناطق سوريا، وكانت له لقاءات بكل من الرئيسين حافظ الأسد وبشار الأسد. ومن خلال مقابلاته معهما فهم الكثير عن تاريخ سوريا ومن هذا المنطلق كان هذا الكتاب شكلا من أشكال الإحتفاء بشعب سوريا المثقف سليل الحضارات المتعاقبة المتشبّث بتاريخه ويستشهد على ذلك بقوله أنّه رأى شيخاً مسلماً ورعاً يبكي أمام فسيفساء بيزنطية مهمّشة..
الكتاب مجزّأ إلى اثنتي عشرة حلقة تمتد من اهتداء بولس الرسول وبتهريبه من اليهود الحاقدين، عندما لجأ إلى ديار الأنباط في جزيرة العرب ثم عاد إلى القدس للالتقاء بالرسول بطرس وذهب إلى أنطاكية صحبة الرسول برنابا وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أن المسيحيّة بدأت تتحرر من اليهودية في الديار السورية وترعرعت فيها..
ويتوقّف المؤلف عند القرون الأولى للمسيحية ليتابع ظاهرة المدن الميتة في محيط إدلب، وعند القديسين يوحنا مارون وموسى الحبشي. ويستطرد بزيارة مفتي النبك والأب باولو دالوغيلو (مرمم دير مار موسى الحبشي في النبك) اللذين ذهبا إلى القرداحة لتقديم التعازي لبشار الأسد عند وفاة أبيه.
ويعود الكاتب إلى التاريخ وإلى انتصار الإمبراطور البيزنطي هرقل على الفرس واسترجاع صليب المسيح من أيديهم سنة 630.
ويتطرّق الجزءان الثالث والرابع من الكتاب إلى إنتقال الدولة الإسلامية الناشئة، من مكة والمدينة إلى دمشق، مع معاوية مؤسس الدولة الأموية. ويجد فيليو وجه شبه في سياسة الخليفة معاوية وفي سياسة الرئيس حافظ الأسد وبدء الصراع الدامي بين السنة والشيعة وانتقال السلطة..
يروي الكتاب أيضا تاريخ الاجتياح المغولي لبلاد الشام على يد تيمورلنك. وحاول ابن خلدون تجنيب المدينة الاستباحة فأنزل في زنبيل – على غرار ما حصل لبولس الرسول – وقابل تيمور الأعرج عدة مرات عام 1401، فاستسلمت له دمشق ولكنه حنث بوعده لابن خلدون وأحرق الجامع الأموي وقسماً من المدينة وأقام برجاً للرؤوس المقطوعة شرقي المدينة (في ساحة برج الروس)..
ويروي المؤلف الوقائع السورية في مطلع القرن العشرين مع مذبحة الأرمن والسريان وخيانة الحلفاء بعيد الحرب العالمية الأولى وفرضهم نظام الانتداب حتى جلاء الجيش الفرنسي عن سوريا.
الصحافة اليوم