
فتح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، للمرة الأولى، ملف الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة عمليًا في ربيع العام الداخل، بتلميحه لخوضها رغم متاعبه الصحية وغيابه عن الميدان، وسط حديث عن تحوير وزاري وشيك .
وقال بوتفليقة في خطاب مكتوب وجهه لشعبه في ذكرى عيد النصر (19مارس1962)، إنه «يحق للساحة السياسية الوطنية أن تعرف صراعا في البرامج، وسعي الجميع للوصول إلى الحكم»، وذلك فيما يشبه التبرير لدعاة ترشيحه لعهدة رئاسية خامسة بعد انتهاء فترته الرابعة.
ورأى الرئيس الجزائري أنه «من واجب الجميع المساهمة في هذه الحركة الديمقراطية التعددية»، مبرزًا أن الصراع في البرامج الحزبية يجب أن «يجعل الجزائر والمصالح العليا لشعبها فوق الجميع».
وجاء ذلك في رسالة قرأها، أمس الاثنين، بالنيابة عنه الطيب زيتوني وزير المجاهدين، في ذكرى عيد النصر، مرافعا لإنجازات 19 سنة من مكوثه في الحكم، رغم الانتقادات التي توجهها المعارضة لطريقة تسيير شؤون الدولة وهشاشة مؤسساتها الدستورية وتراجع مكانتها بالساحة الإقليمية.
ويظهر أن كافة المؤشرات توحي بترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة، فإن بعض السياسيين لا يستبعدون فكرة توريث الحكم لشقيقه السعيد بوتفليقة في حال رفض الرئيس الترشح لفترة جديدة، أو في حال عدم وجود توافق بين عصب السلطة على فكرة الولاية الخامسة، بيد أن فكرة توريث الحكم خف بريقها مؤخرا، ولم تعد مطروحة بقوة لعدة عقبات وموانع تمنع تحقيق ذلك.
وفي غضون ذلك، يجري حديث عن تحوير وزاري وشيك ينهي مهام رئيس الحكومة المثير للجدل أحمد أويحيى ويعوض بوزير العدل الطيب لوح، ويعد الأخير سياسيا معروفًا بولائه لرئيس البلاد ورئيس الحزب الحاكم عبدالعزيز بوتفليقة، وهو أيضا الملقّب بعميد الوزراء في الحكومة الجزائرية التي التحق بها غداة فوز الرئيس الحالي بانتخابات 1999، وقد شغل المعني وظائف سامية آخرها تكليفه بحقيبة وزارة العدل التي ترتبط بقطاعات مدنية وأمنية وتشريعية.
ويحرص الوزير «ابيض الشعر» على التميز بين زملائه في الحكومة بينهم رئيسها سلال، خلال مؤتمرات صحافية يعقدها بالبرلمان أو بالمحاكم ويظهر فيها متحدثًا جيّدًا باللغة العربية على الرغم من إتقانه الفرنسية التي يفضلها بقية الوزراء، كما أنه يحرص على الالتزام بالهدوء المطبوع بالحدّة حتى في المواقف التي تزعجه.
وبسبب ذلك، يرى لوح نفسَه الأقدر على قيادة الحكومة والحزب الحاكم وربّما يطمح حتى في قيادة البلاد، إضافة إلى قربه من بوتفليقة وانحداره من الجهة الغربية للجزائر (منطقة تلمسان التي ينتسب إليها الرئيس بوتفيلقة) وهذا عامل أساسي في إسناد المهام الكبرى بالجزائر وفق التقاليد السياسية التي درج عليها الرئيس الحاكم منذ العام 1999.
الشروق