
انضمت الجزائر إلى قاعدة بيانات دولية لمكافحة «الإرهاب» وضعتها دائرة الأمن الفيدرالية الروسية، لتجمع معلومات عن «الإرهابيين» الأجانب ورصد تحركاتهم المحتملة من الشرق الأوسط إلى ليبيا ومنطقة الساحل.
وتتيح قاعدة البيانات التي جمعت في 34 أكتوبر الماضي من أجهزة استخبارات 26 دولة، للدول المنضمة إليها، جمع وتبادل المعلومات عن «الإرهابيين» الأجانب، بمن فيهم النشطون في الشرق الأوسط كما في العراق أو سورية، وترصد احتمال تحركاتهم إلى ليبيا ودول الساحل الأفريقي، بحسب مصادر جزائرية.
وتتقاسم الجزائر وحكومات أوروبية هواجس عودة «إرهابيي داعش» إلى وطنهم بعد هزائم التنظيم في العراق وسورية، حيث تشير المعلومات إلى أن احتمال نزوح المئات منهم إلى شمال أفريقيا وغربها، خاصة أن الآلاف منهم يحملون جنسيات تونسية ومغربية وبدرجة أقل جزائرية وليبية.
جاء الكشف عن انضمام الجزائر بعد تكثيف سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف لقاءاته مع مسؤولين جزائريين خلال شهري يناير وفبراير الماضيين، حيث تملك موسكو بنك معلومات مهمًا عن المقاتلين الأجانب في سورية والعراق، نظرًا لدورها الحيوي في البلدين، منذ انطلاق الاضطرابات ضد النظام السوري.
وتعتقد الجزائر وروسيا أن الأزمة في ليبيا سمحت للمقاتلين الأجانب باستخدامها كطريق عبور والاتجار بمختلف الأسلحة، مما يشكل تداعيات سلبية للغاية في أجزاء أخرى من منطقة الصحراء الكبرى والساحل الأفريقي.
وبحسب مصادر، فإن قاعدة البيانات الدولية تساعد الجزائر وموسكو على منع الجماعات «الإرهابية» نقل مقرها إلى ليبيا بعد سحقها في سورية، فمنذ أشهر لم تتوقف عن تحذيرهما من المخاطر التي تلوح في الأفق، مع استعداد عودة أكثر من 6 آلاف «إرهابي» في صفوف التنظيمات المسلحة إلى دول المنطقة قادمين من سورية والعراق.
ويتزامن ذلك مع الأنباء الواردة عن قيام تنظيم «داعش الإرهابي» بعملية واسعة لخطف الجنوب الليبي، عبر إعادة انتشار عناصره وتكوين كيان «إرهابي» جديد، بعد أن تمكن من السيطرة على طريق رئيس يربط بين سرت في شمال البلاد، وسبها في أقصى الجنوب.
وكان رئيس التحقيقات بمكتب النائب العام، الصديق الصور، كشف أخيرًا عن تأسيس تنظيم «داعش» كيانًا إرهابيًا جديدًا حمل اسم «جيش الصحراء» في جنوب ليبيا، بقيادة المدعو المهدي سالم دنقو، والملقب بـ«أبو البركات»، موضحًا أن التنظيم يجلب مقاتلين أجانب إلى ليبيا من دول الجوار.
بوابة الوسط