الجزائرتقارير

مصادر معلوماته من تونس والإمارات… تفاصيل الإيقاع بـ”المارد الجزائري” وإعترافاته المدوية (وثائق)

 

 

في الحرب الشرسة التي خاضتها تونس ضدّ الإرهاب كان ثمّة نقاط إستفهام عديدة تطرح كلّ مرّة وهي الأسئلة نفسها التي يعجز المتابع من بعيد عن الإجابة عليها أو عن إيجادخيط رفيع يربط بينها و بين سؤال “المنتفع” من الضربات التي إستهدفت الثورة التونسيّة وتجربة البلاد الناشئة بشكل صريح و واضح.

من بين أهم وأكثر الأسئلة إثارة في تونس صفحة على شبكات التواصل الإجتماعي تنبّأت في أكثر من مناسبة بعمليات إرهابيّة قبل حدوثها و كان آخرها التفجير الغادر الذي إستهدف حافلة للأمن الرئاسي، عن صفحة “المارد الجزائري” المثيرة للجدل نتحدّث ونعود إلى الموضوع بعد مدّة طويلة من إختفاءها.

فجّر موقع إلكتروني جزائري أول أمس الإربعاء 13 سبتمبر 2017 مفاجئة كبيرة بنشره تفاصيل إيقاف المشرف على الصفحة و بعضا من إعترافاته المدوّية لدى التحقيق معه من طرف الأجهزة الجزائريّة المختصّة التي تمكّنت بحرفيّة عالية من الإيقاع به و من إماطة اللثام عن ألغاز كثيرة محيّرة.

من هو “المارد الجزائري”؟

بتاريخ 11 جانفي 2016 قامت وحدات الأمن الجزائري بإيقاف الشاب “دريد علاء” المولود في 10 أفريل 1994 بمدينة تبسّة، وأثناء التحقيق معه إعترف لدى الشرطة القضائيّة أنّه المشرف على صفحة أثارت جدلا واسعا وأسالت حبرا كثيرا في تونس و خارجها.

موقع “ألجيري بارت” الجزائري تحصّل على وثائق قضائيّة تتضمّن إعترافات مثيرة للفتى الموقوف الذي يشرف على تنشيط صفحة على الشبكة العنكبوتيّة مثّلت محلّ تتبع لدى السلطات التونسيّة و الجزائرية على حدّ السواء.

“دريد علاء الدين” وقع إيقافه بعد العثور على صوره الخاصة و بعض معلومات عنه لدى أحد الموقوفين من طرف الأمن التونسي في علاقة بحادثة تفجير حافلة الأمن الرئاسي الأمر الذي جعله محل بحث في الجزائر.

“المارد الجزائري للأمن و الاستعلام DRS” صفحة أثارت الجدل على شبكات التواصل الإجتماعي بنشرها “بشكل مشفّر” و أحيانا مباشر تفاصيل عمليات إرهابيّة حدثت على الحدود التونسية الجزائرية و أخرى داخل التراب التونسي ليطرح حولها أكثر من سؤال، وبإستنطاق الموقوف المشرف عليها إعترف بحقائق مدوية أوّلها أنّ الصفحة التي بدأت تجلب إهتمام رواد شبكات التواصل الإجتماعي لم يكن هو من أنشأها بل أن هناك من عرضها عليها لإدارتها و الإشراف عليها.

مصادر المعلومات:

تمكّنت المصالح الأمنيّة الجزائريّة من إيقاف “دريد علاء” يوم 11 جانفي 2016 و بعد ثلاثة أيام أي بتاريخ 14 جانفي تمّ الإستماع إليه في إعترافات مدوية و أطلع المصالح المختصّة على كلمات السر للحساب و على بريده الإلكتروني و بدأت رحلة كشف الخيوط و الإجابة على الأسئلة المثيرة.

في ردّه على سؤال متعلّق بمصادر معلوماته الدقيقة إعترف “دريد علاء” بحصول على المعلومات التفصيليّة للجماعات الإرهابيّة عبر الرسائل الخاصّة التي كانت تصله تباعا من دولتي تونس و الإمارات عبر حسابات مشفّرة.

تقول مصادر الموقع الجزائري الذي نشر جزءا من الإعترافات أنّ “دريد علاء” قد خضع لعدّة تحقيقات و كشف الكثير من المعطيات في جلسات إستماع طيلة سنة 2016، وأن معطيات أخرى ستكشف قريبا عن هذه الصفحة ومصادر المعلومات التي تثير الجدل.

لعبة إماراتيّة قذرة:

إعترافات “دريد علاء” الصريحة بالحصول على معطيات من الإمارات تزيد من الشكوك بشأن الأدوار التي تلعبها هذه الدولة في المنطقة في السنوات الأخيرة و تطرح بقوّة موضوع مساندة أجهزتها الإستعلاماتيّة للجماعات الإرهابيّة لضرب التجربة التونسيّة الناشئة.

من الثابت اليوم على أكثر من صعيد أن مليارات كثيرة تحوّلت من أبوظبي و من عواصم أخرى إلى أفراد و مجموعات في تونس لإجهاض الثورة و للإنقلاب على مسار الإنتقال الديمقراطي في البلاد ولكن الثابت الآخر أن الجماعات الإرهابيّة و الهجمات الغادرة التي ذهب ضحيتها تونسيّون في السنوات الأخيرة وسط نقاط إستفهام عن تزامنها مع طرح قضايا معيّنة في المجال العام أصبح موضوعا يتسم بخطورة أكبر مع بداية كشف خيوط علاقة واضحة تورّط الإمارات و أياد تونسيّة في تمويل و دعم و تحريك الإرهاب.

 

أحمد مروان _الشاهد 2017/09/15

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق