تقاريرليبيا

هل تبخرت المبادرات المغاربية للحل في ليبيا؟

 

 

تعددت المبادرات المغاربية لحل الازمة الليبية خلال 24 شهرا الماضية ،كمحاولة من أشقاء ليبيا وجيرانها انهاء صراع طال أمده في هذا البلد الذي يعيش منذ العام 2011 على وقع أزمة سياسية واجتماعية  واقتصادية خانقة.ولأسباب منطقية فرضها التاريخ والجغرافيا المتداخلة،جاءت المبادرات التونسية والجزائرية تترى للحد من الصراع الليبي الذي أثر بشكل مباشر وغير مباشر على جارتي ليبيا،تونس والجزائر.

  • محاولات تونسية:

لا يخفى على أحد أن الازمة الليبية الغت بظلالها على جارتها تونس التي اكتوت أكثر من غيرها بالفوضى السياسية والامنية التي أحدثتها الثورة الليبية ،وهو مادفع بالحكومات المتعاقبة في بلاد لحبيب بورقيبة على تشكيل مبادرات سياسية لإحداث تقارب بين الفرقاء في ليبيا.

ويقول الاستاذ الجامعي  الدكتور محمد سالم ل”بوابة افريقيا الاخبارية” إن المحاولات التونسية لاحتواء الازمة الليبية سواء التي تم الاعلان عنها أو التي  جرت في الخفاء اصطدمت بالموقف التونسي الرسمي الذي حاول مرارا الوقوف على مسافة واحدة من أطراف النزاع الليبية ،وهو ما أحدث حالة غليان للاطياف السياسية الفاعلة في شرق ليبيا  والتي اتهمت مرارا تونس بعم اتخاذ موقف واحد من الجماعات المسيطرة على الغرب المدعومة من تنظيم الاخوان المسلمين.

وعلى الجانب الموازي للمبادرات الرسمية التونسية  يؤكد الدكتور  سالم أن اخوان تونس ممثلين في حزب النهضة ،حاولوا مرارا فتح قنوات مع نظرائهم في ليبيا من أجل تذليل الصعاب واقناع الجماعات المسلحة المناهضة لحكومة شرق البلاد بالدخول في حوار ينهي الصراع المحتدم في ليبيا منذ سنوات.

ويلفت الدكتور سالم الانتباه الى أنه ورغم علاقات اخوان تونس وزعيمهم راشد الغنوشي برئيس الجماعة الإسلامية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج وكذلك القيادي الإسلامي علي الصلابي وهما طرفان مهمان في المعادلة السياسية في ليبيا،الا أن جهوده باءت بالفشل مثل غيرها من المبادرات الرسمية،وعزى عدم نجاح الوساطات التونسية الى غياب ورقة ضغط لدى هذا البلد على الفرقاء الليبيين.

  • الجزائر تدخل على الخط:

على خطى تونس ، ألقت الجزائر بثقلها السياسي، خلال السنوات الماضية ، من خلال وساطاتها المتكررة بين الأطراف الليبية من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي.ودخلت الرئاسة الجزائرية على الخط، إلى جانب وزارة الخارجية، لتدفع في مسار الوساطة إلى السرعة القصوى، من أجل التعجيل بإطلاق حوار بين مختلف الفرقاء بعد نفاد صبر دول الجوار من حصول توافق، حسب مراقبين.

ومنذ عامين، وبوتيرة شبه متواصلة، تستقبل الجزائر كما تونس  وفودًا رسمية وسياسية ليبية من مختلف التوجهات، في إطار وساطات لحل الأزمة دون أن تتمكن هي الاخرى من احراز أي تطور ملموس من شأنه احداث تأثير مباشر على واقع الصراع الليبي.ويرى “احمد الهريم “استاذ العلاقات الدولية بجامعة نواكشوط أن الأسباب المنطقية لفشل المبادرات الجزائرية هي ذاتها التي أفشلت المساعي التونسية مع اختلاف بسيط في التفاصيل.

ويؤكد “الهريم”أن  الدول المؤثرة في ليبيا هي الولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا وبريطانيا مع تأثير محدود لدول كمصر والامارات والسعودية وقطر على أطراف النزاع الليبي.ويشير استاذ العلاقات الدولية في جامعة نواكشوط أن أي مبادرات لهذه الدول غير مجتمعة سيكون مصيرها الفشل،معتبرا أنه في حال كانت لدى الدول الغربية رغبة حقيقية لاتهاء الازمة الليبية ،لأنتهت منذ فترة،الا أن دولا بعينها تستفيد من هذا الواقع ولاتريده أن يتغير نحو الاحسن لأسباب اقتصادية  وسياسية بحتة .

  • انتقاد أممي لتعدد المبادرات في ليبيا:

بعد الوساطة الفرنسية التي قادها الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون والتي أعقبتها المبادرة الايطالية التي لم ترى النول لحل الازمة الليبية ،انتقد رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم المعين حديثا في ليبيا، غسان سلامة،  تعدد المبادرات السياسية لتسوية الأزمة في ليبيا،واعتبرها  تربك جهود المنظمة الدولية الرامية إلى مساعدة الليبيين في تخطي أزمتهم.

وشدد سلامة قبل أسابيع على أن مفتاح الاستقرار الدائم في ليبيا يستلزم معالجة الوضع السياسي الشامل، منبها إلى أن الفراغ المؤسسي الذي تعيشه البلاد في هذا الوقت الدقيق لن يخدم مصالح ليبيا، داعيا إلى توحيد الجهود السياسية والأمنية والاقتصادية بطريقة متسقة ومنسقة لمساعدة الليبيين على تخطي أزمتهم.وكانت الجزائر هي الاخرى قد انتقدت بشدة ماوصفته  “كثرة المبادرات” حول ليبيا وأعلنت على لسان وزير خارجيتها رمضان لعمامرة   ان هنــاك مســـار واحد  هو مــسار الأمم المتحدة.

بوابة افريقيا الاخبارية _2017/09/13

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق