رأي

تصريحات السيد رئيس الجمهورية يوم الإعلان عن التحوير الوزاري

السؤال الأول:  موقف النهضة من التحوير الوزاري.

الجواب:دعنا من النهضة .نتحدث الآن عن التونسيين .فبعد سبع سنوات من الثورة، أصبحت لنا عادة قد تكون في جانب منها جيدة ، ولكنها سيئة من جانب آخر ، فقد أصبحت لنا تحويرات حكومية تحصل حولها جملة من المفاوضات، لكن المؤسف في الامر اننا نغير سنويا تقريبا حكوماتنا .كل سنة لنا حكومة لحد الآن لم تستمر حكومة أكثر من سنة. والمنجز بعد ذلك لا يتقدم كثيرا خاصة في المستوى الاقتصادي، والاجتماعي، وفي الحوكمة.

السؤال الثاني: لماذا بدأت اجابتك ب “دعني من حركة النهضة”، نحن نستضيفك كقيادي بارز في حركة النهضة ،ونريد أن نعرف موقف حركة النهضة من هذا التعديل، هذا أمر مهم.

الجواب: سآتي إلى هذا الموضوع، أحببت أن أقول أن هناك مزاجا بين التونسيين اصبحت بمقتضاه الطبقة السياسية محرجة، أو أصبحت تحت الضغط، و هذه الحكومة الآن تحت الضغط ، ومطلوب منها أن توفي بعهود قطعتها منذ سنة، هناك وثيقة قرطاج التي تحتوي على عناوين كبرى للإصلاحات، نجد أنفسنا بعد سنة لم نحقق منها شيئا كبيرا .

بالنسبة للتوازنات بين الأحزاب ، بالنسبة لحركة النهضة ،إن نظرنا من المصلحة الحزبية، ان نظرنا رقميا فموقع حركة النهضة هو نفسه، أقول تحسن قليلا أو تأخر قليلا، هذا أعتبره تفصيلا من التفاصيل. مساهمة حركة النهضة في الحكم هو أساسا من خلال كتلتها النيابية التي لازالت ثابتة 69 نائبا، منضبطة تحضر في أشغال المجلس، وتساهم في الأشغال العامة، أكثر كتلة منضبطة ودقيقة.

في استطلاعات الرأي لا توجد مؤشرات على تراجع لشعبية حركة النهضة ،وفي الحكومة وزننا تقريبا هو نفسه. لم تتغير المعادلات بشكل كبير.

سؤال الثالث:  هذه الأسماء الجديدة التي انضمت إلى الحكومة، ما الذي تضيفه على المشهد؟ هل هذا التحوير يلبي طموح التونسيين، هل سيقدم شيء جديدا؟

الجواب: التونسيون لا تعنيهم الأسماء، الأسماء خضعت لتوازنات حزبية ، و خضعت لحسابات انتخابية قادمة، وخضعت لضغوط الأحزاب، ولتوازنات داخل الأحزاب، هذا كله الشعب لا يهتم به.

الآن الحكومة أصبحت حكومة الجمهورية التونسية في وضع ديمقراطي، وبقطع النظر عن الأسماء فالمطلوب من السيد يوسف الشاهد أولا أن يستفيد من التعثرات، وربما الأخطاء، والإخلالات التي حصلت في السنة الماضية. و مطلوب من هذه الحكومة أن تعمل بانسجام ، و مطلوب من الأحزاب أن تفهم أنها عندما تكون طرفا في الحكومة لا تضع ساقا في الحكومة وساقا في المعارضة.مطلوب منها أن تتصدى للتحديات الكبرى وخاصة مناقشة ميزانية 2018، بالنسبة للبلاد الوضع الاقتصادي صعب، مطلوب منها أن تحرك عجلة الإنتاج بالنسبة للبلاد، وأن تحرك عجلة التشغيل.

بالأمس كان من ممكن الحديث عن الأسماء. لكن الآن،و بعد تعيين الحكومة ، لا يمكن الحديث عن أسماء بل الإنجاز وبأسرع وقت ممكن، خاصة وأن هذه الحكومة جاءت في بداية سنة تربوية وسياسيةو اجتماعية و انتخابية .

السؤال الرابع:  أستاذ عبد الحميد لم يتغير شيء جوهري .هل هذا يعني أن يوسف الشاهد لن يمكث طويلا على رأس الحكومة؟

الجواب: لست كاهنا. نحن الآن أخذنا روزنامة البلد، لدينا انتخابات محلية في وقت نرجو في حركة النهضة ونعمل أن يكون في الوقت المعلن عنه 17 ديسمبر المقبل، يعني في ظرف ثلاثة أشهر ونصف. هذا ما سنعمل عليه، رغم دعوات التأجيل، لكن حتى إن تم هذا التأجيل ربما يؤجل إلى الربيع المقبل، نحن ضد هذا الشيء. لكن في كل الحالات هذه الحكومة في تقديرنا مطلوب منها أن تشتغل إلى أفق الانتخابات التشريعية والرئاسية ل 2019، يعني عندها الآن سنتين وبضعة أشهر من الشغل.

أدعو رئيس الحكومة أن يعمل بعقلية الفريق، وأدعوه إلى أن يحول وثيقة قرطاج من عناوين إلى برنامج، وأدعو رئيس الحكومة أن يتدارك إخلالات التواصل التي حصلت، وأدعوه أيضا أن يتدارك الإخلالات التي تمت من ناحية التشاركية، البيداغوجية، صياغة القرار مع الأطراف المشكلة لهذه الحكومة من أحزاب وأطراف اجتماعية أن يتم أيضا تداركها.

السؤال الخامس: أنت لست كاهن بل رجل سياسية، وفي السياسة هناك معطيات تدفع لفهم الأحداث بشكل معين. بالنسبة للتوافق هناك تصريحات وكلام ملفت للرئيس التونسي تزامن مع الإعلان الحكومي. كيف تفهمون هذه التصريحات، وما مدى خطورتها على التوافق؟

الجواب: انا إنسان واقعي، ونحن في حركة النهضة اناس واقعيون، أقول ان الشعار في السياسة ليس ما يقوله الناس بل ما يفعلونه للاقتراب من بعضهم، ولتحقيق مصالح.

أنا أؤكد منذ أشهر أن التوافق لم يكن خلة أخلاقية، أو مزية سواء من حركة النهضة أو من نداء تونس.التوافق كان قرارا من الجسم الانتخابي التونسي، الذي لم يعط لنداء تونس ،الحزب الأول، الأغلبية المريحة التي تتيح له الحكم منفردا، ولم تعطه أيضا إمكانية التحالف مع أحزاب متقاربة معه، كما لم تعط خيارا لحركة النهضة في أن تختار المعارضة.

السؤال السادس: أستاذ عبد الحميد هل كلام الرئيس تونسي يمهد إلى فك الشراكة معكم؟

الجواب: أقول ان الالتقاء بين الأحزاب ليس زواجا، ليس شيئا مؤبدا، يمكن لطرف من الأطراف أن يختار التحالفات التي تعنيه، يمكن أن يكون لكل طرف حساباته الفكرية والانتخابية .

السؤال السابع:  هذا في التحليل سيد عبد الحميد، لكن هل يوجد موقف لكم ورد على هذه التصريحات؟

الجواب: افضل أن لا نرد على مثل هذه التصريحات، السيد رئيس الجمهورية من حقه أن ينظر إلى التحالف أو بالأحرى التقارب بين حركة النهضة ونداء تونس باعتباره مسألة ظرفية.

سؤال الثامن: هو يقول أنه فشل في جلبكم إلى الخانة المدنية، إذن في أي خانة أنتم؟ ماذا جرى في لقاء الأمس بين الشيخ راشد الغنوشي والباجي قائد السبسي؟

الجواب: الآن نحن في الخانة التي يسعها الدستور وتضبطها قوانين البلاد.
في أوضاع الاستبداد رؤساء الدول ،ورؤساء الحكومات لما يصدرون حكما بشأن حزب من الأحزاب ،هذا الحزب تسحب منه رخصة نشاطه .في الأوضاع الديمقراطية الأحزاب لا تبحث عن رضاء أحد بل تبحث عن رضاء المواطنين، في الانتخابات التي تكون نزيهة وشفافة وفي وقتها، تبحث عن الانسجام مع القوانين، ومن حق أي مواطن تونسي أن يقول ما شاء في حركة النهضة، ومن حق حركة النهضة أن تقول ما تشاء حول حداثية بعض الأحزاب، أو حول الديمقراطية في بعض الأحزاب .هذا لا يغير من الأمر شيئا.
المهم المتحكم في الوضع الديمقراطي دستور البلاد، وقوانين البلاد، والقاعدة الناخبة، هذا ما يرضينا في حركة النهضة.
لقاء رئيس الدولة ورئيس الحركة كان وديا كالعادة.
وقلت أن التصريحات والحوارات في كثير من الأحيان تحكمها دواعي انتخابية أو غيرها.
ما يعنينا الآن هو أن حركة النهضة طرف في الحكومة وستقوم بمسؤولياتها.

عبد الحميد الجلاصي _ القناة العربية التاسعة، 2017/09/06.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق