
قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، إن الجميع يتحملون مسؤوليات ما كنا فيه من قبل، وما وصلنا إليه الآن، متابعًا: قد استوى الجميع من دون مزايدة من أحد، أخطأنا وأصبنا، وحان الوقت لوحدتنا وإنقاذ وطننا لا مزايدة من أحد.. قد استوى الجميع.. أخطأنا وأصبنا.. وحان الوقت لوحدتنا.
وتابع في كلمة متلفرة، مساء السبت، وجهها إلى الشعب الليبي، قائلا: تمنى الجميع أن تصعد ليبيا إلى مصاف العالم المتقدِّم، وتنعم بالديمقراطية والحرية الحقيقية، إلا أننا انتهنيا بمآسٍ جديدة خلال الست سنوات الماضية.
وأضاف: بعد مرور أكثر من عام على عمل المجلس الرئاسي في العاصمة طرابلس، وما صاحب ذلك من مختنقات وتحديات سياسية، واقتصادية وأمنية، كان أكثر وضوحًا عدم التزام الأجسام المنبثقة عن الاتفاق السياسي بكل الاستحقاقات الواردة به. وأشار السراج إلى أنه برغم الانقسام الحاد في مؤسسات الدولة، عمل المجلس الرئاسي قدر المستطاع لرأب الصدع ولم الشمل، ومددنا يد المصالحة للجميع، ولفت إلى أن الاتفاق السياسي كان صيغة مؤقتة للتعايش، وإنهاء الصراع والاقتتال والانتقال السلمي لمرحلة من الاستقرار، وطي صفحة الماضي. ولفت إلى أن المجلس الرئاسي جاء في محاولة لقيادة هذه المرحلة، ليضع خلالها أسس الدولة الديمقراطية المدنية المنشودة، دولة القانون والمؤسسات، وأكدنا للجميع في أكثر من مناسبة أننا لسنا طرفًا في الصراع، وأن الوطن يبنى بسواعد أبنائه من دون إقصاء لأحد أو تهميش. وتحدَّث السراج عن الجهود التي بذلها مجلسه للتعامل مع الأزمات التي عانتها البلاد، طوال الفترة الماضية، وقال: لقد حرص المجلس الرئاسي منذ البداية على رفع إنتاج النفط، وتحلينا بأقصى درجات التعقل وسعة الصدر، وإدراكًا منا بتحمل المسؤولية عملنا على تجنب التصادم وتطويق العنف. وأضاف: برغم ارتفاع إنتاجية البلاد من النفط إلى قرابة مليون برميل في اليوم، فإننا وصلنا لمرحلة استفحل فيها الفساد وسارقو المال العام، لذا قد نضطر لاتخاذ إجراءات استثنائية لعلاج هذا الأمر.
وتطرَّق السراج إلى الملف الأمني، قائلا: إن انتشار الجماعات المسلحة بصور ومسميات متعددة كان واضحًا في معظم المدن، ولم يرَ السابقون خطورة انتشار السلاح ولم يعملوا على جمعه منذ الأيام الأول، وها نحن نجني ثمار ذلك، ولكن تعاملنا مع هذه الظاهرة كان بإتزان وواقعية، على ألاّ يراق دم ليبي واحد.
وقال: احتوينا الشباب في المؤسستين العسكرية والشرطية والأجهزة التابعة لهما، وكنا حاسمين في مواجهة مَن انتهك الفوضى، وقد أثبتت الأجهزة الأمنية القدرة على تأمين العاصمة طرابلس بالكامل، مذكرًا بالشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سرت من أجل استقرار البلاد، إضافة إلى التضحيات في بنغازي وكل مدن ليبيا سواء كانوا من أفراد الجيش أو غيره، فكلهم ليبيون.
القدس العربي، 2017/09/04