الجزائرتقارير

الجزائر / فيما الحرب تتواصل بين الحكومة ورجال الأعمال:معركة خلافة بوتفليقة تحتدم

 

 

يتواصل مسلسل القبضة الحديدية بين الحكومة ورجال المال في الجزائر. وتتواصل معه معركة خلافة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بعد صور عديدة تناقلتها مختلف وسائل الاعلام لأبطال الحرب الخفية الدائرة، وذلك خلال جنازة السياسي رضا مالك، بمقبرة العالية بالعاصمة الجزائرية اول امس، والتي صنعت الحدث وفتحت باب التأويلات على مصراعيها، مع وجود السعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس رفقة بعض رجالات المال التي اعلن رئيس الحكومة الجديد عبد المجيد تبون الحرب عليها، خاصة في ظل مشاهد الضحك والاستهزاء بحرمة المكان وهو المقبرة.

صنعت المشاهد التي التقطتها عدسات المصورين في جنازة السياسي الجزائري الراحل رضا مالك، الحدث في الجزائر، خاصة انها جاءت في ظل معركة طاحنة بين الحكومة ورجال المال، والتي عرفت عديد التأويلات والاحتمالات على اعتبار انها تمس شخصيات على علاقة مباشرة بأعلى هرم السلطة في الجزائر، حيث ظهر علي حداد، رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، الرجل القوي في عالم المال في جلسة حميمية مع السعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس، منسجمين يتبادلان الابتسامات وبعيدين كل البعد عن الحرب الدائرة رحاها بين الحكومة ورجال المال، في مشهد وصفه المراقبون بأنه قلب الموازين، وحول الحرب التي شدت إليها الجزائريين إلى فصل من فصول الصراعات.

وابرز المحلل السياسي عبد القادر حديبي، في تصريح لـ»الشروق»، ان ما حدث في جنازة الراحل رضا مالك، يكشف عن صراع قوي بين اطراف السلطة، بعد ان ظهر رجل المال علي حداد، في ثوب الرجل المنتصر على حكومة تبون، خاصة أن حداد كان يرتدي بدلة كلاسيكية سوداء بدون ربطة عنق. وحرص على الوقوف بجانب شقيق الرئيس الأصغر السعيد بوتفليقة، ولازمه طوال الوقت، حتى أن عدسات الصحافيين الذين تواجدوا بقوة في المكان، رصدت الرجلين وهما يتبادلان أطراف الحديث بكل أريحية. بل الأكثر من ذلك ظهرا وهما يقهقهان وينكتان. وتابع حديبي، انه حتى يكتمل المشهد، كان الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين الحكومي، عبد المجيد سيدي السعيد، حاضرا الى جانبهما. الامر الذي يؤكد ان المشهد ليس بريئا وانما هو مقصود.و يراد من خلاله توجيه رسالة الى الرأي العام مفادها أن كل ما حدث خلال الايام لا تعني علي حداد ولا تخيفه والأكثر من ذلك، أنه مدعوم من أعلى هيئة في الدولة، وهي رئاسة الجمهورية، على اعتبار أن شقيق الرئيس الأصغر، هو المستشار الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وواصل ان اللافت في الجنازة، ظهور الوزير الأول عبد المجيد تبون، بعيدا عن المشهد، حيث شوهد وهو يتوسط الصف الأول من دون ملامح، مشيرا الى ان مغادرة علي حداد، والسعيد بوتفليقة، على متن سيارة واحدة، ترك الكثير من علامات الاستفهام والتساؤلات. وينتاب المشهد السياسي في الجزائر غموض حول من سيخلف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وظهرت معه حالة من التنافس الحاد بين الأجنحة المدنية والأمنية الحاكمة. بل إن ذلك الأمر دفع البعض، مثل «معهد أمريكان إنتربرايز»، إلى الحديث عن معضلة بسبب الأزمات المالية التي يمر بها هذا البلد نتيجة انهيار أسعار النفط في الأسواق العالمية، وتراجع قيمة العملة الوطنية واتساع نسبة الفقر. يقابله حديث المعارضة عن تفعيل المادة 88 من الدستور التي تنص على إعلان شغور منصب الرئيس لوجود مانع صحي يحول دون أن يمارس الرئيس صلاحياته الدستورية، وكذا تشكيكها في ان تسيير شؤون الدولة يتم بالوكالة من قبل شقيقه.

علي ياحي
الشروق، 2017/08/01

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق