كشفت مصادر دبلوماسية عن الخطوات التى تتخذها اللجنة المصرية المعنية بالأزمة الليبية خلال الفترة الأخيرة من أجل الوصول إلى حالة التوافق المطلوبة من أجل الوصول لحل عاجل يعزز من المؤسسات الليبية لدعم الاستقرار فى البلاد.
وقالت المصادر، لـ«الوطن»، إن استضافة مصر لرئيس القوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، مؤخراً، جاءت بعد أيام من استضافة مصر للاجتماعات بين القبائل الليبية المختلفة من مدن برقة ومصراتة، الذى استمر على مدار ثلاثة أيام من أجل تعزيز التوافق بينهم، وتم عرض نتائج هذا الاجتماع على المشير حفتر.
وأشارت المصادر إلى أن المشير خليفة حفتر عرض على اللجنة المصرية المعنية بالأزمة نتائج لقائه مع رئيس المجلس الرئاسى الليبى فائز السراج فى باريس مؤخراً وما تم الاتفاق عليه وكيفية العمل على نتائج هذا الاجتماع. وشددت المصادر على أن «استضافة مصر للمشير خليفة حفتر يعد جزءاً من عملية تيسير العملية السياسية داخل ليبيا، حيث هناك شواغل تقتضى أن تؤخذ بعين الاعتبار فى حل الأزمة، وأن الفترة المقبلة سوف تشهد لقاءات أخرى الفترة المقبلة وقد يكون بينها لقاء مع رئيس المجلس الرئاسى الليبى فائز السراج، ومع بعض القبائل الليبية الأخرى».
وأكدت المصادر الدبلوماسية أن مصر تسير وفق خطوات مرتبة ومحددة تتخذها اللجنة المصرية المعنية بالملف الليبى خلال الفترة الأخيرة وخلال الأيام المقبلة لدعم الحل السياسى داخل ليبيا والتى بدأت باستضافة لقاءات عدة بين القبائل الليبية التى تعد جزءاً أساسياً من الأزمة ومن الضرورى الحديث معها لدعم التوافق بين الجميع. فيما اعتبر مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير كمال عبدالمتعال، أن مصر لن تتخلى عن دورها فى الأزمة الليبية وذلك فى ظل تصاعد نشاط الجماعات المسلحة والمتطرفة فى ليبيا، والذى يؤثر على الأمن القومى المصرى والمنطقة ككل.
وقال السفير عبدالمتعال، لـ«الوطن»، إن مصر ستعمل على إيجاد الحل المناسب للشعب الليبى، والذى يسعى من خلاله لإعادة بناء المؤسسات الوطنية قبل إجراء الانتخابات الرئاسية بداية العام المقبل، متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة مرحلة جديدة من التوافق بين الشخصيات الليبية المختلفة لتعزيز الأمن فى بلادهم. من جهته، قال عضو مجلس النواب الليبى الدكتور أبوبكر مصطفى بعيرة، فى اتصال لـ«الوطن»: «إن زيارة المشير خليفة حفتر إلى مصر تأتى فى إطار الجهود المصرية المتواصلة التى تكثفت فى الفترة الأخيرة بهدف إيجاد مخرج للأزمة الليبية».
وأضاف عضو فريق الحوار الوطنى الليبى السابق: «كما أنها تأتى استكمالاً لما قامت به القاهرة الأسبوع الماضى، حين استضافت وفوداً من القبائل الليبية تمثل الشرق والغرب، سعياً لإنجاز مصالحة وطنية تساعد فى حل الأزمة الليبية»، وتابع: «لكن مصر تدرك جيداً أن هناك تباعداً فى وجهات النظر بين الأطراف الليبية، بالرغم مما يعلن عنه من اتفاقات، ولذلك ربما تأتى اللقاءات الثنائية التى تجريها مصر كمحاولة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف، هى بكل حال جهود مشكورة، ولكن أعتقد أنه لا يزال أمامنا الكثير لحل الأزمة الليبية فى ظل عدم توافر الرغبة لدى بعض الأطراف».
وعلى الصعيد الميدانى، أكدت مسئولة مكتب الإعلام بمستشفى الجلاء للجراحة والحوادث، فاديا البرغثى، أن المستشفى استقبل ثلاثة قتلى و15 جريحاً من المدنيين جراء إطلاق الرصاص والأعيرة النارية العشوائية فى أماكن متفرِّقة من مدينة بنغازى شرق البلاد خلال شهر يوليو الماضى.
المصدر : الوطن، 2017/08/08
