
يمثل معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها قلعة من قلاع العلم في موريتانيا، بحسب القائمين عليه والذين يطمحون لنشر اللغة وإعادة التألق العلمي الكبير لهذا البلد باعتباره مركز إشعاع لغة الضاد في أفريقيا.
ويشكل المعهد، غير الحكومي، واحدا من أكبر المراكز العلمية المهتمة بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، إذ كان له دور هام في حماية وتثمين التراث الإسلامي في مناطق غير الناطقين بهذه اللغة في موريتانيا، التي تتواجد بها شرائح اجتماعية تتحدث بلغة أخرى.
ويؤكد القائمون على المعهد أن من بين أهدافه البارزة “ترسيخ الوحدة واللحمة الوطنية بين مكونات الشعب الموريتاني من عرب وزنوج، من خلال كسر حاجز اللغة الذي يعيق التواصل بين مكونات المجتمع”.
وقال أحمد سالم ألمين فال مدير المعهد إن “المعهد تأسس انطلاقا من الظرف الذي تسببت فيه أحداث عام 1989 العرقية، وذلك بعد أن رأت مجموعة من المدرسين أن النسيج الاجتماعي قد تعرض لإصابات بالغة حينما تساقى أبناء الوطن الواحد الدم، وتمايزوا من خلال ألسنتهم وألوانهم”.
ولفت ألمين فال إلى أن “العربية كانت لغة التعليم والتأليف عند كل علماء وطلاب البلاد، لكن الاستعمار الفرنسي ركز أساسا على الزنوج بتشريد واضطهاد علمائهم وحرق المكتبات العربية في حواضرهم ثم بعد ذلك تخريج نخبة من مختلف الشرائح الموريتانية تنتقص من اللغة العربية وتقف في وجه ترسيخها”.
وأوضح أن “المعهد أسهم في مناطق ضفة النهر (جنوب) حيث ينتشر الزنوج الموريتانيون، في تقديم خطاب وحدوي جديد تختفي معه نوازع العنصرية والمفردات الفئوية”.
وأشار ألمين فال إلى أن “المعهد بدأ بـ6 طلاب قبل 20 عاما، واليوم يضم أكثر من 3 آلاف طالب وطالبة، فضلا عن وجود 3 فروع له تنظم مراحل التعليم”.
المصدر: العرب، العدد 10683، 06-07-2017،ص4.