
تعددت المبادرات لحلحلة الازمة الليبية… وتعد الخطوة الاممية بالصخيرات اهم تلك المبادرات، مبادرة حظيت بعرقلة من مجلس نواب طبرق الذي تسيطر عليه الاملاءات من قولت اللواء المتقاعد خليفة حفتر وتمنعه من منح الثقة لرئيس حكومة الوفاق التي اصبحت الحكومة الشرعية في البلاد.
وامام تعثر تلك الحكومة في بسط سيطرتها على كامل التراب الليبي رغم نجاحها الباهر في القضاء على تنظيم الدولة بسرت، ظهرت مبادرات جديدة لتعديل حكومة الوفاق التي يطالب حفتر بمراجعة مادة تحرمه من منصب وزارة الدفاع الذي يحلم به منذ اطلاق عمليته العسكرية بحجة محاربة الارهاب وذلك بدعم مصري واماراتي.
تبعا لذك بدات اجندات خارجية في طرح مبادرات للحل، فكان لقاء الامارات الذي جمع حفتر بالسراج بعد فشل مماثل في لحظته الاخيرة بالقاهرة…واعتقد كثيرون انها محاولة جلية لسحب البساط من المبادرة التونسية الجزائرية للحل التي لا تزال مبادرة جامدة الى الان رغم كونها اكثر مبادرة تنال ثقة الليبيين بدورها تحاول فرنسا جمع الفرقاء الليبيين على اراضيها من خلال جمعها السراج بحفتر في ثالث لقاء بينهما، وتسعى فرنسا منذ عهد الرئيس هولاند لارضاء حفتر بمنصب في مسعى اعتبره كثيرون ترسيخا لقدها منذ ثورة فبراير، وحنينا لماضيها الاستعماري بعد افتضاح قتالها مع حفتر وحفاظا على مصالحها بالجنوب خاصة حماية مناجم اليورانيوم فى النيجر.. وبعد ساعات من لقاء حفتر السراج بفرنسا طار الاخير الى روما وتحدثت وسائل إعلام محلية ما يفيد بطلب السراج التدخل الإيطالي في المياه الإقليمية الليبية للتصدي للهجرة وسط تهديد من حفتر بقصف كل من يقترب من شواطئ ليبيا.
وظفت ايطاليا ملف الهجرة وذلك بمحاولة تحسين علاقتها بالجنوب الليبي حيث يتسلل المهاجرون وبمناطق الغرب حيث الاستثمارات الايطالية في الغاز والنفط. كما حاولت طيلة الفترة الماضية لعب دور الوسيط بين فرقاء الأزمة الليبية لكن فشلت في ذلك ليتعمق المشرخ بين إيطاليا وحكومة البيضاء عقب استهزاء السفارة الايطالية بليبيا من قوائم ارهاب اعدها مجلس نواب طبرق.
حاولت روما في أكثر من مناسبة ترميم علاقاتها مع السلطات شرق البلاد، في مغازلة منها للشرق الليبي لكن دون جدوى سيما بعد ترحيب ايطاليا بسيطرة سرايا الدفاع عن بنغازي على المنشات النفطية الربيع الماضي.
فأين الحل الليبي من جميع المبادرات ؟ وهل دخلت ليبيا مرحلة جديدة من تصفية حسابات بين طامعين من الخارج وطامحين في الداخل ؟
مختار غميض