
شباب مغاربة يبتكرون فكرة شاحنة متنقلة تعرض منتجات قريتهم النائية في جبال الريف ويحولونها إلى مشروع مربح يفك عزلتهم ويعرف بإمكانات منطقتهم الطبيعية.
يكافح شباب مغاربة من أجل التغلّب على صعوبات العمل، وسط عزلة يعيشونها في ظل بعد المكان، عبر أفكار جديدة قد تساعدهم في القضاء على معدلات البطالة، التي طالت أبناء المنطقة.
ولم تكن أفكار الشباب جديدة فقط، بل مبتكرة وفريدة من نوعها بعدما اهتدوا إلى فكرة شاحنة متنقلة، تعرض منتجات قرية وزان النائية في جبال الريف (شمال المغرب)، لتتحوّل إلى مشروع وصلت ثماره إلى الشباب والمزارعين.
وقال عبدالنور العزوزي، أحد أعضاء المشروع، إن “فكرة المتجر المتنقل تحوّلت إلى واقع، وساهمت في إنقاذ عدد كبير من الشباب ومزارعي المنطقة من رتابة المكان، وساهمت أيضا في التعريف بالمنطقة وإمكاناتها الطبيعية والفرص السياحة التي توفرها”.
وأضاف العزوزي إن شباب القرية اختاروا هذه الفكرة الذكية لتسويق منتجات منطقتهم، ليبدعوا طريقة لفك العزلة عن قريتهم وعن منتجات حوالي عشرين تعاونية نسوية وشبابية، عبر اعتماد محلّ تجاري متحرك.
وتتحرك الشاحنة في قرية دوار بلوطة، التي تحاذي واحدة من أكبر الغابات الطبيعية المغربية، المعروفة باسم إيزارن، لجمع المنتجات الطبيعية من تين وزيتون، وبعض من ملح الأرض وأريجها ونباتات عطرية بمختلف مكوّناتها، إضافة إلى الإبداعات من نساء القرية من مربيات التوت والرمان.
وأوضح العزوزي، وهو أيضا ممثل جمعية مجالات وبدائل (غير حكومية)، أن نسوة القرية وشبابها أسسوا تعاونيات (تجمعات تشبه تأسيس شركات إلا أنها لا تدفع الضرائب وتحتاج إلى 3 أفراد على الأقل)، وتفانوا في العمل وأبدعوا في تكسير العزلة للتعريف بمجالهم.
وتابع “كما جابوا الأسواق والمعارض وطنية ودولية، وعرّفوا بمنتجاتهم وحصلوا على الميزات والدعم، لكن كل فترات البيع كانت موسمية، وتفتقت قريحتهم عن آلية عصرية، شاحنة مجهزة بالطاقة الشمسية تحمل بضاعتهم، وتجوب بها المدن الشمالية وباقي مدن البلاد”.
وقال العزوزي “كان همّ الشباب في السابق يتمثّل في كيفية الخروج من طوق العزلة وعرض المنتجات، وبات التحدي هو إيجاد بديل وحل لمشكلة التسويق ولمشكلة البعد عن المستهلك وعن الأسواق”.
وأضاف أن “فكرة الشاحنة المتنقلة وتهيئتها على شكل محل تجاري، جاءت بعد تجربة بيع المنتجات الفلاحية لبعض المطاعم”.
وأوضح أن الشاحنة مزوّدة بالطاقة الشمسية للحفاظ على البيئة، كما توجد بها مصابيح للإنارة الداخلية وثلاجة لحفظ المواد.
وقال إن “جمعيتنا تهدف إلى تنمية المنطقة عبر إيجاد طرق بديلة لانتشار القنب الهندي (مخدر)، وتهدف إلى دعم المزارع المحلي عبر تطوير إنتاجيته ورفع القيمة المضافة للمنتجات عبر اعتماد الطرق الأيكولوجية والحفاظ على التنوّع”.
وأضاف العزوزي، إنهم في تواصل مع مسؤولين محليين بمدن المضيق للتمكّن من السماح للشاحنة بالاستفادة من عروض الشارع، خلال أغسطس القادم، مؤكدا على أن البيع يبقى حلقة صغيرة أمام فكرة المشروع التي تهدف إلى التعريف بالمنطقة ومنتجاتها وتشجيع السياحة بها.
المصدر: العرب، العدد 10704، 27-07-2017، ص 24.