تحاليلليبيا

المحلل السياسي والدبلوماسي السابق «عبد الله العبيدي» : واشنطن اللاعب الأساسي في ليبيا.. وفرنسا لا تملك إمكانات للتدخل أو المبادرة

تشهد الساحة الليبية اليوم حراكا لم تشهده من قبل. ففي وقت تتحرك فيه قوى بعينها على الأرض وتتجه الأزمة ولو جزئيا للانفراج، أصبح من الأسهل  فك شفرات الأزمة ولكن الأهم قراءة التحركات التي يتخذها هذا اللاعب أو ذاك.

ومن أجل فهم الوضع بشكل أفضل، اتصلت «الصباح الأسبوعي» بالمحلل والديبلوماسي السياسي السابق، «عبد الله العبيدي» الذي  أفاد بأن استقرار الأمور في ليبيا بدأ يؤسس لعودة القوى الخارجية للتموقع في المنطقة من جديد، مؤكدا أن  مصالح هذه القوى مختلفة كما اعتبر أن الدور الأمريكي طاغ في الأزمة الليبية.

و إن لم يؤد تعيين حكومة ليبية في طرابلس معترف بها دوليا إلى حل الأزمة، فإن محدثنا صرح لـ»الصباح الأسبوعي» أن أسباب الأزمة الليبية اقتصادية بالأساس وفيما اعتبر أن «الأمور بدأت تحسم في ليبيا».

قوى تتموقع من جديد:

ردا على سؤالنا بخصوص أسباب عودة هذه القوى الكبرى خاصة فرنسا والولايات المتحدة،  أفاد العبيدي بأن هذه العودة خاصة منها الدبلوماسية ليست  إلا رغبة من هذه الأطراف في التموقع من جديد نظرا لمصالحها في المنطقة خصوصا بعد بوادر استقرار ليبيا، مذكرا  بأهمية الموارد والموقع الاستراتيجي الذي تحتله ليبيا.

وبخصوص ما إذا كانت مصالح هذه الدول مشتركة أم أن لكل منها أهدافها الخاصة، أكد المحلل السياسي، عبد الله العبيدي اختلاف وتعدد مصالح القوى المتدخلة في الشأن الليبي، إلا أنه  أبرز دور الولايات المتحدة الأمريكية  كفاعل أساسي في المنطقة.

 وشدد العبيدي على أن بروز قوى أوروبية ولعب أدوار مختلفة دبلوماسية واستخباراتية واقتصادية أو حتى عسكرية على نفس الساحة ليس من مصلحة واشنطن. وقد أشار الخبير الديبلوماسي إلى أن فرنسا تحاول التموقع وتبحث عن ضمان مصالحها في ليبيا.  اذ اعتبر أن ما يحدث اليوم هو «إعادة للحسابات وتركيز مواقع جديد» خاصة بعد دخول روسيا كلاعب أساسي في المنطقة، وفق تقديره.

المبادرات بصيغة الجمع وفرنسا تناور:

تعددت المبادرات مؤخرا في ليبيا منها مبادرة  إيقاف النار وإجراء انتخابات في ليبيا في أقرب وقت والتي أعلن عنها الأسبوع الفارط الرئيس الفرنسي، «ايمانيوال ماكرون» عقب محادثات جمعت بينه وبين كل من رئيس الوزراء الليبي، «فائز السراج» والقائد العسكري في شرق ليبيا، «خليفة حفتر».

وفي ما يتعلق بهذا الاتفاق، وصف محدثنا المبادرة الفرنسية  بالـ»مناورة»،  كما اعتبر أن فرنسا «باعت» موقفها من الملف الليبي بهدف التقرب من أمريكا بعد أن فشلت في التقرب من ألمانيا، مؤكدا أن «فرنسا لا تملك إمكانيات للتدخل ولإعلان المبادرات» .

وفي سؤالنا عن إمكانية دخول دول وبروز مواقف أخرى على الخط الليبي تحدث العبيدي عن المبادرة التي انخرطت فيها تونس والجزائر ومصر. وأكد اضطلاع تونس بدور فاعل باعتبارها من دول جوار ليبيا.

تتضح بذلك نية عودة القوى الكبرى إلى  ليبيا. فيرى بعض المراقبين أن الأمور بدأت تتجه نحو التحسن. وفي هذا الوقت الذي بدأ فيه الملف الليبي بالنضج، تتسارع خطى الأقطاب الخارجية لضمان حضورها بشكل جديد ومتجدد في المنطقة.

أمل عزري 

المصدر: الصباح الاسبوعي، العدد 1660، 31-07-2017،ص 13.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق