
يسيطر على المشهد السياسي بالجزائر الاستحقاق الانتخابي المحلي المنتظر تنظيمه في شهر نوفمبر القادم، والذي تسعى الحكومة الجزائرية إلى إنجاحه من أجل تجاوز تبعات المشاركة الشعبية الضعيفة التي طبعت الانتخابات التشريعية الأخيرة.
ووجه وزير الداخلية والجماعات المحلية الجزائري نورالدين بدوي الدعوة إلى ولاة المحافظات الجزائرية للعمل على “تهيئة الظروف اللازمة” لإنجاح الانتخابات المحلية القادمة، مشددا على ضرورة تحمل المجالس البلدية القادمة لمسؤولياتها تجاه جملة من الأولويات أبرزها تحسين الإطار المعيشي للمواطن واستقطاب الاستثمارات والمشاريع.وقال بدوي للولاة “ستقع على عاتقكم في الأيام القادمة تهيئة الظروف اللازمة من أجل ضمان احترام إرادة الشعب وتمكين المواطنين من التعبير عن خياراتهم بكل أمانة في الانتخابات المحلية المقبلة”.
وأشار بدوي إلى أن على المجالس الشعبية والبلدية القادمة “العمل بفعالية وبوعي ودراية كاملة بدورها التنموي بما يضمن ترسيخ الديمقراطية المؤسساتية التي رسختها الانتخابات التشريعية الأخيرة”.
ويؤكد مراقبون أن العزوف الكبير الذي رافق الانتخابات التشريعية، كان بمثابة ضربة شديدة لمصداقية السلطات الجزائرية بشأن نزاهة المسار الانتخابي وجدية الحكومة في معالجة الملفات الكبرى المرتبطة بمكافحة الفساد والأزمة الاقتصادية.
ويرى المتابعون للمشهد الجزائري أن حكومة عبدالمجيد تبون تضع الاستحقاقات المحلية على قائمة أولوياتها عبر توظيف كل الإمكانيات لتكثيف المشاركة في التصويت، بما يبعث برسائل إيجابية داخلية وخارجية.
ويشير المراقبون إلى أن السلطات الجزائرية والقوى المشاركة في الحكم ستركز على تجاوز الأخطاء الحاصلة في الانتخابات السابقة بهدف تحفيز الناخبين والتجاوب مع تطلعات الشارع المحلي وخاصة على مستوى تجديد الطبقة السياسية وترشيح جيل جديد من الشباب الذي يعبر عن مشاغل المواطنين.
وأكد حزب جبهة التحرير الحاكم في البلاد هذا التوجه في تحديد قوائم المترشحين على لسان أمينه العام جمال ولد عباس .
ودعا ولد عباس إلى التجند من أجل استقطاب أفضل الكفاءات بهدف “تعزيز موقع الحزب الريادي في المجالس المحلية”.
وشدد الأمين العام لحزب جبهة التحرير على تشجيع المترشحين الشباب والنساء مع اعتماد معيار الكفاءة العالية، إلى جانب منح امتياز إضافي للمترشحين من فئات المجاهدين وأبنائهم وأبناء الشهداء.
وتعكس المعايير التي وضعتها قيادة الحزب الحاكم في الجزائر جانبا من عملية إعادة ترتيب البيت الداخلي وتصعيد جيل جديد من الناشطين الشباب بهدف استعادة بريق الحركة وامتدادها الشعبي، والتي واجهت تراجعا وانتقادات كبيرة خلال السنوات الماضية.
المصدر: العرب، العدد 10701، 2017/07/24، ص4.