الجزائرتقارير

الجزائر: المركزية النقابية ومنظمات أرباب العمل تنددان بـ«إهانة» رئيس الوزراء لرجل الأعمال علي حداد

 

نددت المركزية النقابية في الجزائر في بيان وقعته أيضا عدة منظمات لأرباب العمل بالطريقة التي عامل بها رئيس الوزراء عبد المجيد تبون رئيس منتدى رؤساء المؤسسات رجل الأعمال الشهير علي حداد، والذي رفض مقابلته خلال لقاء نظم قبل ثلاثة أيام بمدرسة الضمان الاجتماعي، عندما جاء من يطلب من حداد مغادرة القاعة قبل وصول تبون، لأن الأخير يرفض مقابلته وأن يكون معه في القاعة نفسها.

وأضاف البيان الذي وقعه أعضاء الميثاق الاجتماعي والاقتصادي للتنمية أن أعضاء هذا الميثاق الذين اجتمعوا أمس الثلاثاء في العاصمة الجزائرية أعربوا عن قلقهم، بعد المعاملة التي تعرض لها رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد من قبل رئيس الوزراء ، مؤكدين استعدادهم الدائم للحوار مع الحكومة.

وأشارت المركزية النقابية وثماني منظمات لأرباب العمل إلى أن الطريقة التي عومل بها علي حداد السبت الماضي، بمدرسة الضمان الاجتماعي، عندما طلب منه مغادرة القاعة قبل وصول رئيس الوزراء، أثرت بشكل واضح على الميثاق الاجتماعي والاقتصادي.

واعتبر الموقعون على البيان أن الحكمة والرزانة تمنعهم من إعطاء قراءات لتصرف رئيس الوزراء مع علي حداد، لأن ذلك قد يعتبر ضربة لروح ورسالة الميثاق الاجتماعي والاقتصادي الذي تم بناؤه بعد تضحيات مؤلمة.

وذهب المتضامنون مع علي حداد حد اعتبار أن الحوار بين مختلف الأطراف، هو ثمرة الثقة التي بنيت بينهم، وهو الحوار الذي بادر به الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تم تلطيخه بتصرف يصعب تقبله، وأنهم مقتنعون أن الحوار هو الطريق الوحيد لضمان الأمن والاستقرار الاجتماعي في الجزائر.

هذا البيان الصادر عن المركزية النقابية ومنظمات أرباب العمل يأتي ليؤكد ما نشر قبل أيام من قبل وسائل الإعلام بخصوص رفض رئيس الوزراء مقابلة علي حداد، والذي لم يتم تأكيده في وقت أول، ولكن بعد صدور هذا البيان أضحى ما حدث السبت الماضي أمرا مؤكدا، والتساؤلات والقراءات التي يمكن أن تقترن به أكثر من مشروعه، وتفتح الباب لسيناريوهات عديدة.

يجب التذكير بمجموعة من الأمور المهمة، وأولها أن علي حداد ليس مجرد رجل أعمال، بل هو رجل أعمال حسب لسنوات طويلة على السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس بوتفليقة ومستشاره، والرجل القوي في النظام منذ 2013، أي منذ إصابة الرئيس بوعكة صحية جعلت أداءه يتراجع وظهوره يقل بشكل واضح، بدليل أن حداد الذي لم يكن معروفا قبل وصول الرئيس بوتفليقة إلى الحكم، أصبح من أغنى رجال الأعمال، وشركته للأشغال العامة تحصل على كل الصفقات العامة التي تعلن عنها الحكومة، ووصل الأمر حد اعتبار أن حداد يتدخل في السياسة، وأنه يعين وزراء ويقيل آخرين، مستغلا «سمعته» كصديق مقرب من شقيق الرئيس، لكن بعد وصول تبون إلى رئاسة الوزراء يبدو أن تغييرا ما وقع.

رئيس الوزراء الجديد أعلن خلال عرض خطة عمل حكومته شهر رمضان الماضي أنه سيعمل على فصل المال عن السياسة، وهو تصريح لم يتوقف المحللون عنده كثيرا، لأن المال تدخل في السياسة بشكل كبير وعلى عدة مستويات، لكن تعامل تبون بهذه الطريقة مع حداد الذي كان قبل أشهر قليلة «يحيي ويميت»، والجميع يخطب وده ورضاه، والإجراءات التي أعلن عنه تجاه شركته التي تلقت تحذيرا بإكمال المشاريع التي أسندت إليها، أو المخاطرة بالتعرض لعقوبات صارمة، وهو أمر لم يكن واردا من قبل، خاصة وأن الجميع يعلم أن حداد كان يحصل على المشاريع التي يريد، ويأخذ التسبيقات المالية التي يشاء، ويكملها ويسلمها متى تسنى له ذلك.

وبالتالي، إذا كان ما يحدث هذه الأيام حقيقيا، وليس «مسرحية صيف»، فإن الأمر جلل، خاصة وأن المركزية النقابية التي مازالت موجودة على قيد الحياة بفضل الحكومة، ماكان لأمينها العام عبد المجيد سيدي السعيد أن يتجرأ على الحلم بانتقاد الحكومة أو رئيس الوزراء، والأغرب أن يفعل ذلك تضامنا مع رئيس منظمة أرباب العمل، والأكيد أن الأيام القليلة القادمة كفيلة بتقديم الإجابات، لأن عبد المجيد تبون رئيس الوزراء ما كان ليتصرف بهذه الطريقة مع حداد، إلا إذا كان الأمر مقصودا، سواء تعلق الأمر بتحول في توجه الفريق الحاكم، أو لمجرد التسلية في موسم صيف تغلب عليه الرتابة وارتفاع درجات الحرارة!!

المصدر: القدس العربي، 2017/07/18

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق