تقاريرليبيا

ليبيا: إشادة محلية ودولية باتفاق المصالحة بين مصراتة وتاورغاء

 

 

أشادت عدة أطراف ليبية ودولية باتفاق المصالحة الذي تم توقيعه مؤخراً بين مدينتي مصراتة وتاورغاء برعاية حكومة «الوفاق الوطني»، والذي يقضي بعودة أهالي تاورغاء المهجّرين إلى مدينتهم وتعويض المتضررين من كلا المدينتين، حيث اعتبر البعض أنه يشكل مدخلاً للمصالحة الوطنية الشاملة في البلاد.

وكان كل من رئيس حكومة «الوفاق الوطني» فايز السراج ورئيس المجلس البلدي في مصراتة محمد إشتيوي ورئيس المجلس المحلي لتاورغاء عبد الرحمن الشكشاك وقّعوا، الاثنين، على اتفاق مصالحة يقضي بـ»بدء عودة أهل تاورغاء لمدينتهم بعد سنوات من الحياة في مخيمات النازحين بمناطق مختلفة في ليبيا، وجبر الضرر وتعويض المتضررين في المدينتين»، فضلا عن «العمل على وقف الحملات الإعلامية كافة التي تبث الفتنة والضغينة وتؤجج النفوس وتحض على الكراهية».

واتفاق المصالحة الجديد تم التوصل إليه، أساسا، في آب/أغسطس عام 2016، لكن الخلاف حول حجم التعويضات المقررة للطرفين أخر التوقيع عليه لعدة أشهر.

واعتبر السراج أن الاتفاق الجديد هو «انطلاقة حقيقية نحو المصالحة الشاملة، ويدشن لمرحلة جديدة يسودها السلم الأهلي والوئام المدني»، وجدد التزام حكومته بتوفير المتطلبات والمقومات الأساسية لعودة أهل تاورغاء، وتمكينهم من العيش الكريم وفقاً لما تضمنه الاتفاق، داعياً الليبيين إلى تجاوز أخطاء الماضي والتطلع إلى مستقبل يسوده التعاون والإخاء.

فيما أكد رئيس بلدية مصراتة محمد الشتيوي أنه سيتم الإعلان عن موعد عودة نازحي تاورغاء إلى مدينتهم خلال الأيام القليلة القادمة، مشيراً إلى أن ثمة «لقاء سيجمع مسؤولي وأعيان المدينتين في الأيام القادمة لتحديد موعد العودة وبعض الترتيبات المتعلقة باتفاق المصالحة».

ويبلغ عدد سكان مدينة تاورغاء حوالي 40 ألف نسمة، وتم تهجيرهم من المدينة إثر سقوط نظام القذافي، بعد اتهامهم بـ»موالاة النظام والوقوف ضد الثوار، وارتكاب جرائم (مزعومة) في مصراتة»، حيث قامت ميليشيات مسلحة من مدينة مصراتة بمهاجمة مدينتهم وإحراق عدد من المنازل، ما اضطرهم إلى العيش في مخيمات في عدد من المدن الليبية كطرابلس وبنغازي وغيرها.

وكان رئيس المجلس الأعلى للدولة عبدالرحمن السويحلي أكد قبل أيام عبر حسابه على موقع «تويتر» عن «خطوات مهمة سيُعلن عنها خلال هذه الأيام المباركة لعودة نازحي تاورغاء»، مشيداً بكل الأطراف التي ساهمت في «لم شمل الوطن وتضميد جروح أهله».

وأشادت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا باتفاق المصالحة بين مصراتة وتاورغاء، مشيرة إلى أنه «يُعد خطوة إيجابية هامة بإتجاه المصالحه الوطنية والاجتماعية الشاملة، وإحلال السلام والوئام والتوافق الوطني والاجتماعي في البلاد».

وأضافت اللجنة في بيان أصدرته الاثنين «نأمل بأن تكون عودة أهل تاورغاء إلى مدينتهم بداية لعودة سريعة لجميع النازحين والمهجرين في الداخل والخارج. كما نأمل بأن يشكل هذا الاتفاق نقطة انطلاقة لمبادرة مصالحة وطنية وإجتماعية شاملة في كامل ربوع ليبيا».

وأشادت السفارة الإيطالية في تغريدة على «تويتر» باتفاق المصالحة بين مصراتة وتاورغاء، معتبرة أنه «مثال نموذجي على ما تحتاجه ليبيا، وعلى ما ينبغي أن تتبعه».

كما طالب القضاء الليبي بمحاكمة أفراد الميليشيات التي تسببت بالتهجير القسري لسكان تاورغاء، فضلاً عن ارتكابها جرائم أخرى من بينها «الاعتقال التعسفي الطويل الأجل والتعذيب والإخفاء القسري».

يُذكر أن السراج التقى، الثلاثاء، ممثلين عن اللاجئين المهجّرين من طرابلس إلى مدينة «الزنتان»، حيث ناقش «الإجراءات الكفيلة بتحقيق عودة آمنة لجميع النازحين إلى منازلهم بالعاصمة وتوفير المتطلبات الحياتية لهم وتقييم الأضرار التي لحقت بالمواطنين وجبر الضرر»، وفق بيان أصدرته حكومة «الوفاق الوطني».

المصدر: القدس العربي، 2017/06/20

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق