الجزائرتقارير

عبد الرزاق مقري :” مشاركة حمس في الحكومة الجديدة هدية مسمومة من السلطة”

 

 

يعتقد  قطاع  واسع من قيادات حركة مجتمع السلم أن  المشاركة في انتخابات  4 مايو الماضي   كانت خطآ  استراتيجي، وسوء  تقدير  من القيادة، أما  المشاركة في  حكومة ما بعد الانتخابات  فهي  بمثابة رصاصة رحمة   في  رأس الحركة ودعوة للانشقاق، قيادات الحركة لم تنسى  انشقاق   عمر غول و مصطفى بن بادة وزراء الحركة قبل  سنوات.

يرى رئيس حركة مجتمع السلم “حمس”، عبد الرزاق مقري، أن عرض دخول الحركة إلى الحكومة المقبلة، جاء لأسباب تكتيكية من قبل صناع الاستراتيجيات المستقبلية للجزائر الذين لا يريدون ان تكون حمس هي البديل في حالة سقوط الأحزاب الموالية، فهم يريدون أن تسقط هي الأخرى ومن هنا جاء قرار دعوتها للمشاركة في الحكومة المقبلة.

وقال مقري، في منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، “لا بد أن أشكر من عرض علينا المشاركة في الحكومة احتراما وتقديرا لنا، وحتى من أراد أن يجعلنا في الحكومة لأسباب تكتيكية لتزيين الواجهة نشكرهم، نشكر هؤلاء كذلك لأنهم على الأقل رأوا فينا الجمال الذين يصلح للتزيين ولو بحرماننا من التأثير، وإن الذين نقصدهم هم أولئك الذين يصنعون الاستراتيجيات المستقبلية للجزائر دون أن يراهم الناس، أولئك الذين يريدوننا بإلحاح في الحكومة، ولو بأساليب ليست سياسية ولا شريفة، ليس الهدف عند هؤلاء وطنيا يتعلق بمصلحة الجزائر، إنما المقصود هو السيطرة على المستقبل كما سيطروا على الماضي، وكما يسيطرون على الحاضر، لأغراض سلطوية نفعية مصلحية …. وكذلك أيديولوجية”.

وأضاف مقري بالقول “يعلم هؤلاء بأن الجزائر ستدخل أزمة اقتصادية كبيرة تؤدي إلى توترات اجتماعية شديدة وخيبات أمل موسعة، كما يعلم الدارسون للمستقبليات بأن أول من سيدفع الثمن سياسيا عند اشتداد الأزمة هي الأحزاب التقليدية التي تمثل واجهة الحكم، والذي يهم هؤلاء ليس كيف تتجنب الجزائر الأزمة، ولكن كيف ستكون الجزائر ومن سيحكم الجزائر؟ إن هؤلاء الاستراتيجيين المتخفين يعتمدون على دراسات اجتماعية ونفسية وجيوسياسية حين يخططون ويقررون، خلافا لكثير ممن يحاول تصدر المشهد بتفاهاته الفكرية، وميزاجيته العاطفية، وأنانياته المسيطرة، بالاعتماد على الغش حتى حينما يتحدث عن المنظومة الفكرية التي يقول أنه يمثلها” .

واستطرد مقري بالقول “إن أمام الاستراتيجيين المتخفين في الجزائر والخارج تجارب بشرية مرعبة لهم ومهددة لمصالحهم، لقد رأوا كيف تنهار الأحزاب التقليدية في العديد من الدول حين تشتد الأزمة فتصعد أحزاب وشخصيات متمردة على القوى المهيمنة وعلى سندها الأوربي والدولي، لقد رأوا ذلك في اليونان و في البرازيل وفينيزويلا وفي العديد من دول أمريكا الجنوبية،ومن أجل السيطرة تفضل القوى المهيمنة وطنيا ودوليا أن يكون البديل فاشلا أو متطرفا، إن لم تسعفها الظروف والوقت المتاح لصناعة بديلها بنفسها كما فعلت في فرنسا في الانتخابات الرئاسية السابقة، تفضل القوى في حالة عدم قدرتها على صناعة البديل أن يكون البديل وحشا تخيف به الراغبين في التغيير ليعودوا إلى الاستسلام للعهد القديم ولو بعد حروب مدمرة وفتن عمياء ودماء تسيل كالوديان وأوطان تقسم إربا إربا”.

ويرى مقري أن من وصفهم بـ “أذكياء” الجزائر في الحكم، يعلمون بأن الأزمة المقبلة ستعصف بالأحزاب التقليدية ولا يجب أن تكون حركة مجتمع السلم هي البديل، ليس لأنها “حركة إسلامية” كما يقولون، ولكن لا يجب أن تكون حركة مجتمع السلم هي البديل، لا لشيء إلا لأنها حركة وطنية قابلة للنجاح وتحقيق التطور والازدهار تحمل رؤية غير خاضعة للمنظومة الاستعمارية في الخارج ومنظومة الفساد في الداخل، يتقاسم معها الرأي في هذه الرؤية كثير من الوطنيين الأحرار الموجودين في كل مكان في مؤسسات الدولة وفي المجتمع، وقال “إذن لا يجب ترك حماس الجزائر تكبر في المجتمع، بل أن تقوده، أثناء تخبط أحزاب الموالاة في الأزمة، يجب أن تركب القطار ولو لم تدرى أين يذهب، فإن تأكد المتوقع وسقطت أحزاب الموالاة يجب أن تسقط هي الأخرى معهم. أما البديل فإما أن يصنع صناعة ثم يسوق للجزائريين كقوة قائدة جديدة وهي ليست كذلك، أو أن يبقى المجتمع بلا قيادة ولا وسائط تؤطره، فيدخل في فتنة تعيدنا للمربع الأول مع التخلي عن مطلب التغيير والتطوير أو إلى التفكك والتقسيم وفق مخططات معدة مسبقا”.

وقال رئيس حركة مجتمع السلم “حمس”، عبد الرزاق مقري، أن “حركة مجتمع السلم لا تريد أن تركب قطارا يتجه نحو المجهول، وهي ليست ضد العمل في الحكومة لو كانت الفرصة حقيقية لإحداث التغيير بواسطتها، وهي لا تريد أن تركب هذا القطار الذي أخطأ الوجهة في السنوات الماضية وهو للوجهة المستقبلية أكثر خطأ”، واوضح ان الحركة تريد أن تركب قطارها الموصل إلى عمق المجتمع للعمل مع الخيرين فيه للاستعداد للأزمة، لتكون تلك الأزمة سببا لإصلاح الوضع لا لتعفينه …. ولتكون في المستقبل في حكومة كاملة الشرعية مسنودة حقا من الشعب ولا يكون هدفها سوى خدمة الشعب، والعاقل من يرى التجارب في التاريخ ومن حوله فيصنع منها تجربة خاصة تحقق النجاح كما حققه الكثير من العقلاء في العالم.

المصدر: الجزائر تايمز، 2017/05/18

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق