
كان اللقاء العسكري في مدينة زوارة، في الغرب الليبي، لافتاً شكلاً ومضموناً، مع حصوله في وقتٍ تتسارع فيه الخطوات بين رئيس حكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، واللواء المتقاعد خليفة حفتر. في هذا السياق، كشف العقيد في رئاسة أركان طرابلس، عادل عبد الكافي لـ”العربي الجديد”، كواليس وأهداف “الملتقى الاستثنائي الأول” الذي جمع قيادات عسكرية في المنطقة الغربية من ليبيا، منذ يومين. وأوضح أن “الهدف الرئيسي منه قطع الطريق أمام استمرار التقارب بين كل من المجلس الرئاسي بقيادة فائز السراج من جهة، واللواء خليفة حفتر من ناحية ثانية”.
وأضاف أن “اللقاء جاء بهدف إيصال رسالة إلى المجلس الرئاسي مفادها أن حفتر انتهى، ولا يمكن الرهان عليه أو التواصل معه مرة أخرى”. ولفت إلى أن “قيادات في الجيش الليبي وقيادات في المجالس العسكرية (مجالس تابعة لكل بلدية)، هم من دعوا ودعموا الملتقى، وأن المجلس البلدي زوارة هو من قدم الدعم اللوجستي ووفّر مكان الاجتماع وقام بتأمينه، وأن المجتمعين أكدوا رفضهم للتلاعبات السياسية التي تهدف إلى فتح حوارات مع حفتر باعتباره مجرم حرب خارج الشرعية ولا علاقة له بالجيش الليبي أصلاً”. وذلك في إشارة إلى اللقاء الذي جمع حفتر والسراج في العاصمة الإماراتية أبو ظبي أخيراً.
وأكد عبد الكافي أن “الملتقى جاء بهدف إحراج المجلس الرئاسي بتقديم مقترحات لاختيار رئيس أركان ورفضهم حفتر، الذي يجري رئيس المجلس وراءه في كل مكان”. وأوضح أن “أهم دوافع وأسباب عقد الاجتماع الذي جاء سريعاً وتم إقراره خلال ثلاثة أيام تقريباً، هي التصريحات المثيرة والمستفزة لوزير خارجية حكومة الوفاق، محمد الطاهر سيالة، التي وصف فيها حفتر بأنه قائد شرعي للجيش وتكليفه جاء من قبل مجلس النواب، وهو القائد العام للجيش الليبي. وهو ما رفضته قيادات الغرب الليبي، ولهذا جاء الاجتماع وأصدرنا البيان حول أهدافنا”.
وشدّد على أن “القيادات العسكرية مُصرّة وبشدة على إقالة وزير الخارجية، لأن تصريحاته لم تكن الأولى له، كما طالبنا المجلس الرئاسي بالاعتذار عن هذه التصريحات وعن لقاء رئيسه بحفتر”. وتابع “نحن كضباط في الجيش الليبي ونمثل شريحة كبيرة من المؤسسة العسكرية، نصرّ أيضاً على ضرورة تسمية هيئة أركان يتوافق عليها ضباط الجيش بحسب القوانين العسكرية. ونستغرب جداً تلكؤ الحكومة في اختيار رئيس أركان الجيش، ما أثار شكوكاً عدة حول نية المجلس الرئاسي أو بالأحرى رئيسه السراج، في اعتبار الضابط المؤيد لحفتر، عبد الرزاق الناظوري هو رئيس الأركان، وهو ما نرفضه جملة وتفصيلاً كما رفضنا قائده حفتر”.f
علاء فاروق
المصدر: العربي الجديد، 2017/05/17