
تستمر التحركات وتتواصل المبادرات لكن تبقى الازمة الليبية تراوح مكانها، ورغم التقاء اللواء خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج، بأبو ظبي الاماراتية، الا ان ظهور تهديدات في طرابلس من طرف حكومة الإنقاذ خليفة الغويل، ورئيس المؤتمر الوطني العام القائد الأعلى للجيش الليبي نوري أبو سهمين، يعيد الاوضاع الى المربع الاول.
تعيش ليبيا منذ سقوط نظام الراحل معمر القذافي، فوضى عجزت كل التحركات عن إنهائها، وقد تعددت المبادرات لكن دون جدوى، رغم التوصل الى ما يسمى «اتفاق الصخيرات»، الامر الذي بات يطرح عديد التساؤلات حول اسباب فشل كل المحاولات لتبسط الامن والاستقرار في ليبيا، واكد القيادي الليبي في برلمان طبرق، احمد التكالي، في تصريح لـ»الشروق»، بخصوص لقاء حفتر- السراج في ابو ظبي، ومستقبل ليبيا، ان اللقاء في حد ذاته امر إيجابي، لكن ما تم النقاش حوله امر سلبي، حيث تطرق الاجتماع الى الشأن السياسي الليبي، وهو موضوع لا يجوز للعسكر الخوض فيه، على اعتبار انه حوار موازي للاتفاق السياسي، وقال ان ما حصل في ابو طبي ينسف كل المبادرات وكذلك الاتفاق السياسي او ما يعرف باتفاق الصخيرات.
واضاف احمد التكالي، ان من حضر اللقاء في ابو ظبي، لا يمثلون أطراف النزاع الليبي، وما طرح يختزل الازمة الليبية في حفتر والسراج، مشيرا الى ان اللقاء والحوار كما اسلفت امر إيجابي، لكن وضع الحلول للخلافات السياسية يحتاج للحوار بين أطراف النزاع الحقيقيين دون إقصاء لأحد، وأوضح ردا على سؤال «الشروق» بخصوص الاطراف التي تمثل ليبيا، انها البرلمان ومجلس الدولة، وقد تم الاتفاق من خلال الجولات التي نظمت في تونس والجزائر، حول تشكيل لجان من كلا الطرفين لعقد جولات جديدة من الحوار لحل النقاط الخلافية الموجود بالاتفاق السياسي، وحذر من أن ما يحصل قد يعيد الوضع الليبي الى المربع الاول.
وتابع البرلماني الليبي انه لا يجب ان يستثنى احد من الأطراف او يهمش، ولا يمكن اختزال الازمة وتبسيطها في مجرد لقاء بين السراج وحفتر، وهما نتاج للبرلمان الليبي وكذلك الحوار السياسي، مشددا على أنّ الجميع متخوف من خطوات احادية الجانب وغير مدروسة. من جانبه، اوضح المحلل السياسي الجزائري، فاروق مزغيش، في تصريح لـ»الشروق»، ان دول الجوار تسعى لوضع حد للأزمة الليبية، وتحاول تونس، مصر والجزائر، إقناع الأطراف المتنازعة للجلوس على طاولة حوار واحدة، لكن هناك دولا لا تريد الاستقرار لليبيا الا بتواجدها في المشهد المقبل، ومنها قطر، السعودية، تركيا، فرنسا، ايطاليا، الولايات المتحدة الامريكة، الامارات، وروسيا، وتابع ان هذه الدول ترى انه من الضروري ان تحصل على نصيب وافر من الكعكة الليبية وخاصة فيما يتعلق بالنفط والاعمار، لذا تستخدم الميليشيات الليبية لعرقلة اي محاولات تسوية. وبخصوص مبادرات تونس والجزائر، قال فاروق مزغيش، ان تونس والجزائر لا يمكنهما فرض منطقهما، لأنّ الامر مرتبط بالخارج الذي اوصل ليبيا الى هذا الوضع المتأزم، مشيرا الى ان كل دولة تريد استعادة تكاليف اسقاط القذافي، والحصول على مشاريع، واوضح ان الشعب الليبي اصبح رهينة.
وفي الوقت الذي انتظر الجميع حدوث تقدم عقب لقاء السراج –حفتر في ابو ظبي، خرجت حكومة الإنقاذ خليفة الغويل، ورئيس المؤتمر الوطني العام القائد الأعلى للجيش الليبي نوري أبو سهمين، لتهدد بـفجر ليبيا 2»، تستهدف من اسمتهم عملاء باولوا سيرا، ومرتزقة ما يعرف بحكومة الوفاق العميلة، ووعدت بالضرب بيد من حديد كل خائن وعميل أراد اركاع ليبيا وتسليمها للعميل الانقلابي حفتر، ليحول آمال الليبيي.
علي ياحي
المصدر: الشروق، 2017/05/14