رأي

الإنتخابات الفرنسية وأثرها على المغرب العربي

 

 

مقداد إسعاد:

 

انتصار مارين لوبان كان يكون كارثيا على فرنسا أولا، ثم على الجميع. أمر لا يستقيم. انتخاب ايمانوال ماكرون يربح فيه بعضهم ويخسر الاخرون. لا أفسره بالمؤامرة ولا أنه صنيعة البنوك ولا اليهود، رغم أن هؤلاء لا شك أنهم أكثر المستفيدين منه، فقط لأنهم فاعلون نشطون وكفى. انتخاب ماكرون يبقى الباب مفتوحا أمام الجميع، النشيط يربح منه الكثير، والخامل الكسول المتباكي على مصيره، يخسر معه أكثر من خسارته مع الاخرين، لأن الرئيس الجديد سوف لن يهتم به. المغاربيون اليوم أمامهم باب مفتوح على مصراعيه، ليس لأن ماكرون يهتم بهم أكثر من غيرهم، بل فقط لأنه بواقعية لا يغلق الباب بقصد أمامهم، مثل ما كانت تتوعد به منافسته. بقيت لفتة أخيرة، وهي ما صرح به الرئيس الجديد في الشتاء الماضي أثناء زيارته للجزائر، واصفا الاستعمار ب”جريمة ضد الانسانية”.

قد يكون أرادها دعاية انتخابية، وقد تكون زلة لسان – وهذا ما استبعده – وأيا ما كان فعلينا نحن ضحايا الاستعمار أن نتعامل معه على أنها التزام منه نضغط ونشجعه على ان لا ينساها أو يتناساها، لأنه بتصريحه ذاك يكون قال صدقا. هو موقف بقيت المنطقة المتوسطية عامة والعلاقات الفرنسية الجزائرية تنتظره، لكن الحسابات السياسة وجبن الساسة الفرنسيين منع هكذا موقف، قد تكون فرنسا أكثر حاجة له من ضحاياها، ليس فقط من أجل راحتها النفسية بل كذلك لمصلحتها الاقتصادية والأمنية وقد بلغ المغاربيون نسبة كبيرة ظاهرة فيها، اذ تجاوز عدد الفرنسيين من أصل مغاربي عتبة الــ 10 في المائة.

أخيرا، حسب فهمي للرجل أحسب أنه لا بد أن يجعل الجزائر في أول اهتماماته ومن أول زياراته الخارجية. تربح بها فرنسا كثيرا والمتوسط والعلم أيضا. مرحبا به رسول سلام وتفاهم وتعاون واحترام. لا شك أنه لا ينسى أن الجزائر كانت عاصمة فرنسا سنتي 1942-43 لما وقعت تحت استعمار النازية. لم يجد الجنرال ديقول أفضل منها مقرا لحكومة فرنسا الحرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق