
بعد الخروج من حالة الانسداد التي عرفها المشهد السياسي المغربي والتي دامت أكثر من خمسة أشهر، انتهت بإقالة رئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران وتعيين سعد الدين العثماني، طرحت مجموعة من التساؤلات حول مدى استطاعة سعد العثماني ملء الفراغ الذي سيتركه بن كيران من عدمه، وما إذا كانت شخصية العثماني، ستعوض كاريزما زعيم العدالة و التنمية، أم أن «الظاهرة البنكيرانية» في الإدارة والتواصل والإقناع قد انتهت؟. واعتبر مراقبون، أن شخصية بن كيران كانت شخصية تواصلية بامتياز، أخرج لأول مرة في تاريخ المغرب السياسات والقرارات والأسرار وكواليس الحكم إلى الميكروفونات والحوارات والخطب الجماهيرية، فرضت نفسها بقوة في الساحة السياسية في المغرب، وكان لها الفضل في مصالحة العديد من المغاربة مع السياسة.
وقال عبد الحفيظ دمينو، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس في الرباط، لـ«القدس العربي»: « لكل مسؤول وقيادي خصائص نابعة عن شخصيته وتكوينه، فعبد الإله بن كيران شخصية تواصلية بامتياز، تتقن فن الخطابة، من خلال عفويته وذكائه السياسي. وهذا ما ميز شخصية بن كيران كشخصية قوية في الجانب السياسي والتواصلي، سواء بصفته أميناً عاماً لحزب العدالة والتنمية أو رئيساً للحكومة».
واعتبر أن شخصية العثماني شخصية مختلفة عن شخصية بن كيران، فهذا الأخير استطاع أن يتواصل مع عدد كبير من المواطنين، ولن يستطيع العثماني المعروف بأنه إنسان هادئ، وإنسان كتوم، أن يسير في اتجاه بن كيران وأسلوبه». ولطالما اعتبر خصوم بن كيران، أن شخصيته شعبوية في حملة انتخابية مستمرة، وسياسياً من الدرجة الثانية يختار القرارت السهلة، يناور مع الحكم إلى أن يتمكن. في حين يرى معجبوه، بأنه كان شخصاً صريحاً، ويده نظيفة، وملكي أكثر من الملك، واتخذ قرارات جريئة لم يستطع أسلافه في رئاسة الحكومة، اتخاذها.
فاطمة الزهراء كريم الله
المصدر: القدس العربي، 2017/04/08