
على ايقاع الدبكة والأغاني الفلسطينية وبحضور الألوان والأزياء التقليدية، احتضنت العاصمة التونسية فعاليات «الأسبوع الثقافي التونسي الفلسطيني لدعم الأسرى» وذلك من أجل مساندة قضية الأسرى وإيصال صوتهم للعالم.
على مدى اسبوع من اللقاءات الثقافية والفكرية المنوعة، تبادل التونسيون والفلسطينيون النقاش حول واقع الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي وكيفية دعم القضية الفلسطينية. كما تخلل المهرجان معرض للصور والحلويات التقليدية الفلسطينية ليمتزج عبق فلسطين بالياسمين التونسي.
هي حكاية شعب واحد لا شعبين. وحكاية دم واحد امتزج في منطقة حمام الشط أين استشهد أبطال من القيادات الفلسطينية ومواطنون تونسيون، لذلك لم تكن صدفة ان تبدأ اولى تظاهرات الاسبوع الثقافي الفلسطيني في تونس. هذا ما أكده الأسير المحرر رائد ابو الحمص المدير التنفيذي لنادي الأسير في مداخلته لـ «القدس العربي» وقال ان هذا النشاط يأتي في إطار تشكيل جبهة مساندة لقضية الأسرى الأبطال المسجونين في سجون الاحتلال. وقال ان التعاون مع الشعب التونسي ومؤسسات المجتمع المدني مهم من باب مساندة الأسرى للإفراج عنهم. وأكد ان احتضان الخضراء لجزء مهم من فعاليات يوم الأسير، يشكل علامة فارقة وجسرا يجب الاستناد اليه في أي مشاريع ونشاطات أخرى وذلك في سياق تدويل قضية الأسرى وإطلاع المجتمع التونسي على ما يجري داخل السجون.
وأكد محدثنا ان العلاقة بين فلسطين وتونس عضوية تجسدت في استقرار الزعيم الرمز ياسر عرفات بأرض تونس بعد خروجه من بيروت. وشدد على ضرورة التكاتف في وجه ما تتعرض له المنطقة من نكسات تراجعت خلالها قضية فلسطين، وقال ان مثل هذه النشاطات تعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية .
الأسرى المناضلون بصمت:
مطيع كنعان ممثل حركة فتح في تونس قال ان هذه المناسبة مهمة جدا لتؤكد على أهمية العلاقات التي تربط بين الشعبين وخاصة إذا ما تعلق الأمر بالأسبوع الثقافي للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين أبناء الحركة الوطنية الأسيرة. وأضاف: «ان هؤلاء الأبطال القابعين في سجون الاحتلال يناضلون بصمت من وراء القضبان وفقدوا حريتهم من أجل فلسطين الغالية. هؤلاء يستحقون منا كل الاحترام والتقدير وبالتأكيد ان أي لفتة تضامنية من أي كان في وطننا العربي في تونس أو في غيرها ستشكل علامة مضيئة على درب هؤلاء الأبطال وستكون نبراسا يفخرون به وتعلي من معنوياتهم التي هي أصلا عالية وتمد من هم خارج السجن بالقوة والشجاعة في مواجهة الاحتلال». وأشار إلى ان الاحتلال أراد ان يجعل من هذه السجون مقابر للمناضلين والوطنيين الفلسطينيين لكن أتت الأمور على عكس ذلك وأصبحت هذه السجون أكاديميات تخرج الأبطال والقيادات الفلسطينية. وقال ان هؤلاء سجناء داخل أوطانهم من قبل المحتل الذي اغتصب الأرض والوطن ولم يكتف بذلك بل اغتصب أيضا الحرية. مستطردا: «هذه الحرية تهون من أجل فلسطين ومقاومة الاحتلال».
يوم الأسير من تونس:
رائد عامر مدير عام العلاقات الدولية في مؤسسة نادي الأسير قال لـ «القدس العربي» ان «مشاركة نادي الأسير في الاسبوع الثقافي الفلسطيني تأتي ضمن فعاليات يوم الأسير الفلسطيني وبمناسبة يوم الأرض والهدف منها ابراز ملف الأسرى ومعاناتهم داخل سجون الاحتلال وتسليط الضوء على ملف الأسرى والأسيرات المرضى لإيصال صوتهم».
مقاومة الاحتلال لا تكون بالسلاح فقط بل هناك مقاومة ثقافية وفكرية تشارك فيها بشكل خاص مؤسسات المجتمع المدني سواء في فلسطين أو في الخارج. في هذا السياق لفت محدثنا إلى ان هناك مساع لنقل هذه التظاهرة أيضا إلى باقي الدول وخاصة الجزائر والمغرب وكذلك بعض الدول الأوروبية من أجل ايصال صوت فلسطين.
النضال النسوي:
راضية الجربي رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية أشارت إلى ان كل خطوة لدعم القضية الفلسطينية والأسرى تمتلك أهمية، لان الأسرى بحاجة لكل دعم معنوي. وأوضحت ان مبادرة الاتحاد هي معنوية في الأساس لكنها مهمة لكي لا يشعر الأسرى بالعزلة وهي لفتة معنوية لفائدة الأسرى الفلسطينيين وتكريسا لإيمان الاتحاد الوطني للمرأة التونسية بمبادئ حقوق الإنسان التي لا تتجزأ ومناصرته لكل القضايا العادلة والحقوقية وعلى رأسها قضية الأرض.
في هذا السياق قال كمال الحسيني رئيس مؤسسة تكريم شخصية العام ان المرأة التونسية جددت العهد، معتبرا انها مبادرة جميلة تقدم للأسرى وقال ان قضية الأسرى هي الأشرف وهي بوصلة الشرفاء وأضاف: «من تونس نبتعد أميال لكن الرسالة ستصل أمام العالم كله ولن يكون هناك سلام واستقرار إلا إذا تحرر الأسرى. وقال انه من الأهمية بمكان تسليط الضوء على أسرى القدس المغيبين في أي اتفاقيات ويجب ان يتم تناول قضيتهم أمام العالم بشكل قوي. وشدد على أهمية ان تنتقل هذه المبادرات إلى كل الوطن العربي ودعا كل الاتحادات النسائية في كل الوطن العربي من أجل ارجاع القضية الام إلى الواجهة محذرا من تغييب القضية الفلسطينية خلال السنوات الماضية.
من تونس من شارع الحبيب بورقيبة، حيث تتربع خيمة التراث الفلسطيني، من هنا كل الدروب تؤدي إلى فلسطين وكل القلوب تنبض حبا للأقصى، ولفلسطين أم البدايات واصل الحكاية.
القدس العربي، العدد 8775، 26 مارس 2017، ص40.