المغربتقارير

العثماني غير بن كيران… خطاب هادئ وتنازلات

 

      التعاطي الايجابي لرئيس الحكومة المغربية المكلف مع مختلف الأحزاب سيسهل تشكيل الحكومة ويتجاوز حالة التعثر التي شهدتها المفاوضات السابقة.

أرسل رئيس الحكومة المغربية المكلف سعدالدين العثماني رسائل مشجعة عن تشكيل حكومته في أقرب الآجال بدءا بتصريحات هادئة وهادفة إلى مشاركة أوسع بين الأحزاب في المشاورات، وصولا إلى التلويح بالتنازلات الضرورية لإنجاح المهمة، في اختلاف كامل عن سلفه عبدالإله بن كيران الذي قاد مزاجه الشخصي الصعب إلى إفشال مهمته.

ويستعد رئيس الحكومة المكلف للدخول في جولة ثانية من مشاوراته مع الأحزاب التي اختارت التوافق معه لتشكيل الحكومة المقبلة.

وكان العثماني التقى الثلاثاء رؤساء أحزاب الاستقلال والأحرار والاتحاد الدستوري والأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية، في جولة أولى اعتبرها مراقبون تمهيدية لجس نبض قيادات الأحزاب.

واعتبر متابعون للمشاورات الحكومية أن التعاطي الإيجابي للعثماني مع مختلف الأحزاب سيجعلها تبادر بدورها إلى تقديم التنازلات الضرورية لتشكيل الحكومة خاصة أن المغاربة لم يعودوا قادرين على خسارة المزيد من الوقت لتشكيل حكومة تتولى البت في الملفات المعطلة.

وكان بيان الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية أكد الخميس أن الحزب يدعم العثماني في تدبيره للمفاوضات، ما اعتبره مراقبون رغبة من الحزب في تسهيل مهمة رئيس الحكومة المكلف وتأكيدا على أن أمينه العام بن كيران لن يعطل مهمة العثماني باشتراطاته المعهودة.

ومن الواضح أن النَّفَس السياسي الذي حمله بيان الأمانة العامة للعدالة والتنمية هادئ ولا يتضمن عبارات كانت تطبع البيانات السابقة في خضم مشاورات بن كيران، من قبيل الأغلبية، وما اصطلح عليه بالإرادة الشعبية المرتبطة بنتائج الانتخابات.

ويعتقد محمـد الزهراوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض في حديثه لـ”العرب”، أن مسار المفاوضات في عهد العثماني سيتجاوز حالة التعثر وسيتمكن من إيجاد مساحات مشتركة مع الفرقاء السياسيين نظرا لمرونة الرجل واتزانه، وأيضا لضيق هامش المناورة والتحرك بالنسبة إلى حزب العدالة والتنمية.

ويرى الزهراوي أن حزب العدالة والتنمية سيقوم بتقديم مجموعة من التنازلات من أجل الحفاظ على موقعه خاصة في ما يتعلق بإعادة ترميم علاقته بالدولة بعدما وصلت خلال الأشهر الأخيرة إلى وضع صعب.

محمد بن امحمد العلوي

المصدر: العرب ، العدد 10582، 2017/03/25، ص1.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق