المغربتقارير

عبد العزيز أفتاتي : قرار إعفاء بن كيران سلطوي تسعى الدولة العميقة من خلاله لتفتيت «العدالة والتنمية»

 

قال عبد العزيز أفتاتي، القيادي في حزب العدالة والتنمية إن «استبعاد عبد الإله بن كيران من رئاسة الحكومة، كان يراد به تفتيت حزب العدالة والتنمية وتقسيمه من قبل بعض الأطراف داخل الدولة العميقة. معتبراً، أن قرار إعفائه لا يقوم لا على سند دستوري ولا على سند ديمقراطي».

وأضاف، لـ«القدس العربي» أن «رهان العدالة والتنمية هو محاصرة القوى الظلامية في البلاد، والتمسك بإرادة الشعب المغربي في دعمه للمشروعية والإصلاح، وبأن حزبه يمر بفترة دقيقة وحساسة». وأشار القيادي المثير للجدل، إلى أن الدكتور سعد الدين العثماني، يملك ما يكفي من مواصفات رجل دولة، وبفضل حسه الوطني ورزانته السياسية سيستطيع أن يقود المرحلة القادمة، وإنقاذ ما يمكن إنقاده.

■ علقتم في وقت سابق على قرار إعفاء بن كيران من رئاسة الحكومة، ووصفتموه بالسلطوي؟

نعم، قرار إزاحة عبد الإله بن كيران هو قرار سلطوي، لا يقوم لا على سند قانوني ولا على سند دستوري، كانت الدولة العميقة تسعى من خلاله لشق حزب العدالة والتنمية وتقسيمه. الذي حصل، هو أنه تم الالتفاف على التحالفات حاولوا أن يفرضوا على بن كيران تحالفاً هجيناً ولما رفض بن كيران، تواطأوا ضده وجعلوه خارج اللعبة بطريقة لا علاقة لها بالدستور.

ما حصل مع سي عبد الإله بن كيران، هو محاولة على الالتفاف على الاقتراع بشكل واضح، ولفهم الأمور علينا أن ننظر إلى ما حصل مع الأستاذ علال الفاسي، وسي امحمد بوستة، والأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، سيتبين أنه في كل مرة يتم إجهاض أجندة الانتقال الديمقراطي، من قبل الدولة العميقة.
والسؤال المطروح هو لمن تعود السلطة هل تعود لمخرجات الاقتراع أو لمخرجات دهاليز الدولة العميقة؟ وبالتالي فلا بد من الإشارة إلى أن المستهدف اليوم، هو الانتقال الديمقراطي، والهدف هو تشكيل فريق حكومي هجين واعتماد برامج حكومية هجينة تخدم مصالح الدولة العميقة.

■ تؤكدون أن هناك محاولات لتقسيم الحزب؟

نعم، أن تكون هناك مخططات لتقسيم الحزب فهذا أمر وارد وواضح، فاستبعاد السيد الأمين العام، من رئاسة الحكومة، هو محاولة لتقسيم حزب العدالة والتنمية، والقرار يراد به، إظهار بأن بن كيران شيء والحزب شيء آخر.
واليوم تأكدنا بالملموس بأن بن كيران لكونه لم يرضخ لأجندات الدولة العميقة، ولا لضغوطاتها، فكان الحل هو الإبعاد.

■ هل هناك بوادر للإنفراج والخروج من حالة «البلوكاج» السياسي بعد تعيين العثماني ؟

لا شك أن المغرب اليوم يمر بفترة دقيقة ومن إصلاحات كبيرة، تعرف نوعاً من التلاقي بين التيارات الفكرية الأساسية في البلاد وهي التيار الإسلامي والليبرالي واليساري، ونتصور بأن رئيس الحكومة الجديد، بوطنيته ورزانته السياسية، قادر على تثمين هذا التركيب بين التيارات الفكرية الأساسية في البلاد.
ولا يخفى على أحد بأن سعد الدين العثماني، هو أحد رجالات الدولة الوطنيين، وأنه رجل مثقف وله إشعاع دولي، سيكون رجل المرحلة بلا شك، سيتمكن فيها من إنقاذ ما يمكن إنقاذه. والدليل هو تجاوب القوى الإصلاحية معه وارتياحها الكبير له.

■ أثارت خطوة العثماني بافتتاح جولته الأولى من المشاورات بلقاء إلياس العماري، تساؤلات وتخمينات، كيف تفسرون هذا التقارب؟

رئيس الحكومة، اعتبر أنه من الضروري أن يستمع إلى الأحزاب السياسية كافة الممثلة في البرلمان، وهذا لا يفيد من يكون، ومن لا يكون في البرلمان، ولا يعني أن يكون هناك تحالف في الأفق وحزبنا ما زال يعتبر التحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة خطاً أحمر، وأطروحتنا تمنع وضع اليد في يد صنيع الدولة العميقة.

■ ما هي انتظاراتكم داخل حزب العدالة والتنمية؟

انتظاراتنا، هي أن نستمر في اليقظة اللازمة لمحاصرة ظلامية أركان الدولة العميقة، وتعريتها وكشف مخططاتها، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وندعو الشعب المغربي إلى التمسك بالمشروعية. لان الدولة العميقة لها مشكل مع الإصلاح، ومع المشروعية.

وحزب العدالة والتنمية سيبقى متمسكاً بالمشروعية المقترنة بالإصلاحات، واستكمال توطيد البناء الديمقراطي، والانتصار لإرادة الشعب المغربي. وأرى بأن سعد الدين العثماني فرصة حقيقية للانتقال الديمقراطي في المغرب.

فاطمة الزهراء كريم الله

المغرب: القدس العربي، 2017/03/24

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق