الجزائرالمغربتقارير

شبح المواجهة العسكرية بين المغرب والجزائر يجوب الصحراء

 

يبدو أن الأزمة الداخلية التي تعيشها الجزائر سترخي بظلالها، بلا شك، على السلام المؤقت،الذي تعيشه الصحراء؛ ففي الوقت الذي قادت فيه جبهة البوليساريو الانفصالية سلسلة من الاستفزازات بمنطقة الكركارات الواقعة على الحدود المغربية الموريتانية في حق مواطنين مغاربة، قوبلت بضبط نفس من لدن قوات المملكة، قام الجيش الجزائري هذه المرة بمناورات على مقربة من الجدار الأمني الفاصل بين البلدين، عبر نشر معدات عسكرية ثقيلة.

وفي الوقت الذي تواصل فيه الجزائر استفزاز المغرب على بُعد أسابيع عن صدور تقرير المبعوث الأممي للصحراء كريستوفر روس، اعتبر الموساوي العجلاوي، الخبير المتخصص في الشؤون الإفريقية، أن الأمر يبقى خطيرا، على اعتبار أن الظروف التي يمر منها كل من المغرب والجزائر في الوقت الحالي مماثلة بشكل كبير للسياق الذي نشبت فيه حرب الرمال سنة 1963، والتي تغلبت فيها القوات المسلحة الملكية على الجيش الجزائري.

وأضاف الخبير، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن نشر المنظومة الدفاعية F300 بولاية بشار الجزائرية، المعروفة بالمنطقة العسكرية الثالثة، أمر له دلالة كبيرة في الضغط على المغرب؛ وذلك لكون المنطقة مرتبطة بنزاع الصحراء، ثم لإعطاء نفس جديد للجماعات المسلحة التابعة للبوليساريو.

وعن أسباب هذه الاستفزازات، أرجع العجلاوي ذلك إلى الإعداد لمرحلة ما بعد بوتفليقة، الرئيس الجزائري، بحيث يقتضي هذا الأمر إشهار ورقة المغرب لترتيب الشأن الداخلي بالجزائر، مضيفا أن العلاقة مع المغرب تبقى ورقة حاسمة في هذا الصراع الذي تعرفه الجارة الشرقية للمملكة.

وزاد المتحدث في التوضيح بالقول إن “الأحداث المعادية للمغرب والتصريحات المرتبطة بذلك كلما ارتفع منسوبها إلا يكون الصراع على السلطة داخل الجزائر مستعرا. وإذا صحت رواية نشر أسلحة ثقيلة على مستوى الجدار الأمني سيكون الجيش الجزائري، بما لا يدع مجالا للشك، يحضر لشيء غامض”.

وأوضح الخبير المتخصص في الشؤون الإفريقية أن اختفاء رئيس البلد عن الأنظار طيلة المدة الأخيرة واعتذاره عن لقاء عدد من القادة البارزين، بمن فيهم المستشارة الألمانية ووزير الخارجية الإسباني ورئيس الجمهورية الإيرانية التي تجمع بين الجزائر وبين بلاده علاقة قوية، إضافة إلى الحديث عن موت سريري لبوتفليقة، وحصر مهمة التواصل بينه وبين مؤسسات الدولة في أربعة أشخاص فقط، قد يكون كل هذا سياقا مناسبا لتحرك عسكري جزائري.

وشدد الباحث في معهد الدراسات الإفريقية على أن هذه المناوشات تأتي في سياق إعطاء شرعية للبوليساريو، خاصة أن “كريستوفر روس، بالرغم من تقديم استقالته، لا يزال مسؤولا عن إنهاء التقرير حول نزاع الصحراء؛ لأن عمله لا يزال جاريا إلى غاية أواخر مارس”. متوقعا أن يكون هذا التقرير، إسوة بالذي قدمه بان كي مون العام الماضي، لن يكون في صالح المغرب.

من جهة ثانية، أبرز العجلاوي أن المغرب عليه ألا يسقط في الاستفزازات التي يقوم بها الجيش الجزائري وميليشيات البوليساريو المسلحة، تماما كما أبان عليه من ضبط للنفس في منطقة الكركارات، معتبرا أن المملكة في الوقت الراهن تدبر النزاع بحس جيو- إستراتيجي، بحكم العلاقة الجيدة التي تربطها مع الإدارة الأمريكية الحالية، والتي لها تأثير كبير على ملف الصحراء، وكذا علاقته مع أونطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة.

وأضاف المتحدث أن السياق الحالي يفرض انتظار ما ستفرزه الانتخابات الفرنسية من نتائج، بالإضافة إلى ما سيسفر عنه الوضع الداخلي للجزائر في السنتين المقبلتين، فضلا عن الوضع غير المستقر بموريتانيا؛ وهو ما اعتبره أمرا لا يثار بالشكل الكافي.

 

المهدي هنان

المصدر: هسبريس ، 2017/03/14

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق