
قال رئيس حزب حراك تونس الإرادة ورئيس الجمهورية السابق محمد المنصف المرزوقي، يوم الثلاثاء 14 فيفري 2017 في الخرطوم، إنّ الثورات العربية والثورات المضادة فشلت.
وأضاف المرزوقي، خلال مداخلته في ندوة لمناقشة “مآلات الربيع العربي” بالعاصمة السودانية الخرطوم :”إنَّ ثوراتنا فشلت وأُفشلت. فالثورة المصرية فشلت لعوامل ذاتية وأُفشلت بالانقلاب وبمساعدة غرفة العمليات الدولية بكل قواها ومالها والتي موّلت الثورة المضادة في سوريا وليبيا واليمن عبر الحرب الأهلية”، جازما بأن “الثورة المضادة فشلت أيضا والحكم الاستبدادي رجع في مصر لكنه “بشكل” أضعف، ويواجه نفس المشاكل ويواجه شعبا تذوق الحرية، وفي تونس عاد النظام القديم لكن في حالة إنهيار معنوي وسياسي”.
وأوضح المرزوقي، وفق ما نقلت جريدة “القدس العربي” في عددها الصادر يوم الأربعاء 15 فيفري 2017، أنّ من قاموا بالثورات ليسوا من الإسلاميين ولا من اليساريين، وأنّهم أشخاص لم يسمع بهم البوليس السري، على حدّ قوله، وأنّ “الإسلاميين لم يساهموا أصلا في الثورة، تقريبا”، وأنّ الجماهير لم ترفع شعارا إسلاميا، وأنّ الشباب الجامعي اليساري والعمال لم يخرج للثورة، وأنّ من خرج إليها أناس لا يملكون أي عمل.
وبشأن الثّورة التونسية قال المرزوقي إنها “نصف نجاح ونصف فشل” ملاحظا أنّ “غرفة العمليات الدولية كانت تريد إغراق تونس في الدم وفي الانقلاب، وأفشلنا مخططها، ونجحت تونس في انتقال سلمي ديمقراطي بينما كان هناك ناس يقولون إنهم مستعدون لتقديم 20 ألف قتيل لإخراج الإسلاميين من السلطة”. وأضاف المرزوقي:”غرفة العمليات فشلت في جرّنا لأي نوع من الحرب الأهلية، لكنّنا فشلنا لأن النظام القديم عاد عبر صناديق الاقتراع وعبر تجيير الإعلام والمال، وهو الآن مسيطر وعادت حليمة لعادتها القديمة من فساد وتجاوزات”.
وأشار المرزوقي إلى أن “النظام القديم الذي أشعل الحروب ضدّ شعبه في اليمن وليبيا لم يستطع حتى الآن أن يعود إلى السلطة رغم ما بذل من جهد”. وقال:”الثورات في بدايتها وليست في نهايتها، فنحن نشاهد بداية المسلسل وليس نهايته واعتقد أن الشعب المصري متجنّد للدفاع عن حريته وفي تونس المقاومة المدنية عادت للتنظيم للقيام بالحملة الثانية لتحقيق بقية أهداف الثورة”.
وأعرب المرزوقي عن امتعاضه من مصطلح “الربيع العربي” باعتباره “مفهوم أسقطه الغربيون نسبة للثورة الفرنسية التي حدثت في الربيع، وكذلك ثورة تشيكوسلوفاكيا”، حلى حدّ تعبيره، معتبرا أن التوصيف الأدّق هو “البركان العربي أو الزلزال العربي”.
واعترض المرزوقي على وصف البعض الثورات العربية بأنّها “صناعة غربية” قائلا إن “الغرب يريد استقرارا واقتصادا ليبراليا يفتح الأسواق العربية لمنتجاته وتفاهم إسرائيل والأنظمة القديمة تحقق له ذلك وبالتالي يدعمها”، مؤكّدا على أن “الغربيين بإمكاناتهم الضخمة ومراكز الدراسات والمخابرات وقفوا عاجزين مندهشين أمام الثورات وحساباتهم كانت أن الاستقرار تضمنه الدكتاتوريات القائمة وأنه لا بد من المراهنة عليها”.
وتساءل “كيف يدعم الغرب ثورة تأتي بالرئيس المصري المعزول محمد مرسي إلى السلطة وهو أكبر مصيبة لإسرائيل”، وفق تعبيره.
وكان المرزوقي قد وصل إلى العاصمة السودانية “الخرطوم” يوم الثلاثاء 14 فيفري 2017 لحضور ندوة “مآلات الربيع العربي”.
المصدر: السياسي