المغربتقارير

على خلفية توجهه نحو استثناء الصحراء من اتفاقيات الفلاحة والصيد البحري: المغرب يصعّد مواجهته مع الاتحاد الأوروبي محمود معروف

 

 

صعّد المغرب مواجهته مع الاتحاد الأوروبي، على خلفية توجه الاتحاد نحو استثناء الصحراء الغربية من الاتفاقيات الموقعة بينهما في ميداني الفلاحة والصيد البحري، رغم تطمينات الاتحاد وتأكيده على ضمان تنفيذ الاتفاقيات وتحصينها.

ووجّه المغرب تهديدات بالتوقف عن لعبه دور الدركي في حماية الحدود الأوروبية وإطلاق المجال للمهاجرين السريين لعبور البحر المتوسط.

وجاءت رسائل التهديد المغربية في تصريحات لعزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي عبر وكالة الأنباء الإسبانية «إيفي»، موجهة في مختلف الاتجاهات لمن يهمهم الأمر من الشركاء الأوروبيين مما أحدث استنفارا في إسبانيا خوفا من إغراقها بالمهاجرين بعد تمكن نحو 20 مهاجرا افريقيا من أصل 100، يوم الاثنين الماضي، وبالتزامن مع بلاغ وزارة الفلاحة المغربية، الذي يهدد بالقطيعة مع الاتحاد الأوروبي من دخول مدينة مليلية التي تحتلها اسبانيا.

وقالت صحيفة «اليوم 24 « المغربية ان أخنوش كان واضحا في حواره مع «إيفي» باستعمال مصطلحات غير معهودة لدى كبار المسؤولين المغاربة، مؤكدا على أن المغرب لن يستمر في لعب دور الدركي الحامي للحدود الأوروبية، إذا لم يحترم الاتحاد الأوروبي السيادة المغربية، والاتفاقات الموقعة بين البلدين.

اخنوش، وهو من المقربين من العاهل المغربي الملك محمد السادس، خاطب الأوروبيين بلهجة قوية «كيف تريدون أنتم الأوروبيون أن نقوم بصد الهجرة السرية الافريقية، وحتى المغربية، إذا كانت أوروبا لا تريد الاشتغال معنا الآن» وتساءل «لماذا سنستمر في لعب دور الدركي، وخلق فرص عمل للأفارقة المقيمين في المغرب؟» مضيفا «أن مشكل الهجرة مكلف بالنسبة إلى المغرب، وأوربا يتوجب عليها تقييم ذلك كما يجب».واعرب الوزير المغربي عن أسفه للتناقضات الحاصلة بين مختلف الهيآت، التابعة للاتحاد الأوروبي، إذ يرى أنه في الوقت الذي يجب فيه بعث إشارات سياسية إيجابية للمغرب، والاعتراف بالدور، الذي يؤديه، والمجهودات الكبيرة، التي يقوم بها في حماية الحدود الأوروبية، يتم الرد على ذلك بالتضييق على المصدرين المغاربة، ما يحدث نوعا من عدم الثقة لدى شركائهم الأوروبيين. وقال «تم اعتراض حركة بعض القوارب المغربية في بعض الموانئ الأوروبية، بسبب كيد ودسائس خصومنا وأعدائنا»، في إشارة منه إلى البوليساريو، والجزائر، وأضاف أن اعتراض تلك القوارب تسبب في أضرار للمصدرين المغاربة.
وأكد اخنوش أن بلاده غير راضية عن سماح الاتحاد الأوروبي، والسلطات الإسبانية باعتراض وتفتيش، لمدة ساعة من الزمن، السفينة «Key Bay» من قبل الحرس المدني الإسباني بعد أن توقفت بميناء لاس بالماس في جزر الكناري، للتزود بالوقود.
وخرجت السفينة من ميناء العيون محملة بزيوت السمك، لكن ضغط بعض الأطراف اليسارية التابعة للبوليساريو، دفعت الإسبان للرضوخ لضغوطهم وتفتيشها تحت ذريعة أنها قادمة من منطقة، قال عنها قرار محكمة العدل الأوروبية، أخيرا، إنها لا تنتمي جغرافيا إلى المغرب.

وقالت صحيفة «المساء» المغربية ان جبهة البوليساريو وضعت لائحة بأسماء عدد من الشركات الدولية المتعاملة مع المغرب في المناطق الصحراوية لتحريك اللوبي المساند لها ضدها، فيما ترصد موالون للجبهة شركة بريطانية تنقب عن النفط بين بوجدور ومدينة العيون.

واوضحت الصحيفة ان موالين لجبهة البوليساريو بدأوا بترصد عدد من السفن التي ترسو بميناء العيون، ونشروا صورا لسفينة تابعة لشركة بريطانية قالوا إنها تنقب عن النفط في سواحل المدينة، وتقوم بإنجاز مسح هيدروغرافي، سيزمي ثلاثي الأبعاد بهدف التنقيب عن النفط والغاز بالمنطقة الموجودة بين بوجدور والعيون وان هذا الترصد وقائمة أسماء الشركات المتعاملة مع المغرب يقصد استهدافها فوق التراب الأوروبي، كما حدث مع سفينة نرويجية في إسبانيا.
وقال الوزير المغربي عزيز اخنوش أن حكم المحكمة بخصوص الاتفاق التجاري بين المغرب، والاتحاد الأوروبي لا يشمل الصحراء، الأمر الذي سيخلق متاعب في المقبل من الأيام للمملكة، داعيا الأوروبيين إلى احترام مضامين الاتفاق، الذي وقع عليه الطرفان في البداية.

وأكد «لا نريد قضاء ما تبقى من ولايتنا بين محاكم مختلف مدن الاتحاد الأوروبي، حيث يتم صدنا هنا وهناك، نحن نريد أن نعمل، ولا نريد أن يعيش مزارعونا في عدم اليقين، دون أن يعرفوا ماذا سيحدث لهم في الغد عندما ستصل منتجاتهم الزراعية أو السمكية إلى حدود الاتحاد الأوروبي».

وأحال الأزمة الحالية بين الرباط وبروكسل إلى «التناقضات بين المفوضية والمجلس ومحاكم العدل الأوروبية، والنواب الأوروبيين بخصوص المغرب» محذرا من أن ذلك «ليس مشكلنا، ليحلوه فيما بينهم» كما أن المغرب لن يقبل أن يقوم كل واحد بتأويل الاتفاق بطريقته» موضحا أن “هناك موقفا في الاتحاد الأوروبي يربكنا».

وأكد أخنوش أنه في حالة لم يتجاوز الأوروبيون تناقضاتهم، ولم يحترموا الاتفاق، فإن المغرب سيقوم بالبحث عن شركاء جدد، «إذا لم نتلق أي رد واضح حول هذه الشكوك، من العادي أن ندير ظهورنا (للأوروبيين)، وننظر إلى الجانب الآخر»، في إشارة إلى تعويض السوق الأوروبية بالروسية، والصينية، والخليجية، وحتى الافريقية.
وقال إن الأزمة الحالية بين الرباط، وبروكسل لن تجد طريقها إلى الحل، إلا من خلال إرسال الاتحاد الأوروبي إشارة سياسية إلى المغرب، يوضح فيها إذا كان يريد أن يكون شريكا قويا، وذا مصداقية ليعمل معه.

محمود معروف

المصدر: القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق