
تروج بعض القنوات والإذاعات والصحف التونسية منذ أسابيع لتحضير الجنرال خليفة حفتر قائد ما يسمى بالجيش الليبي للسيطرة نهائيا على السلطة في طرابلس والإطاحة بحكومة السراج التي جاءت بعد جولات ماراتونية من التوافقات الوطنية بين أطياف من القوى السياسية والعشائرية اللييية.
هل أن إدخال ليبيا في حرب أهلية طاحنة يخدم الشعب الليبي خاصة وشعوب المنطقة عامة ومصالح دول الجوار من بينهم تونس ؟ هل أن سيطرة حفتر وقواته على السلطة بالقوة سيحسن من الوضع في بلد يحمل أغلب مواطنيه السلاح ؟ هل أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي والانساني في هذا البلد يسمح بالتشجيع والترويج لهذه الخطوة المدمرة ؟ هل إن التدخلات الخارجية لن تكون إلا حربا بالوكالة على أرض ليبيا ؟
لا حل لليبيا إلا التوافق على قاعدة المشتركات الدنيا بين جميع الأطراف والطوائف السياسية وإعادة الأمل في دولة على شفير الانهيار وإقرار حرية الشعب الليبي في تقرير مصيره بعد فترة إنتقالية يشارك فيها الجميع في وضع مؤسسات الدولة وفي صياغة دستور للبلاد يجمع كافة الليبيين.
لا حل لليبيا إلا بتوحيد قواتها المسلحة تحت راية واحدة والولاء لمؤسساتها الشرعية.
لا حل لدول المنطقة من أجل ضمان الأمن والاستقرار إلا مساعدة الليبيين في الخروج من مأزقهم والضغط عليهم من أجل بذل التنازلات والتضحيات لذلك.
إن تغطية الإختلاف والتوتر في هذا البلد لأهداف إيديولوجية وسياسية والنظر بعين ضيقة لمستقبل هذا البلد لن يحرق ليبيا فحسب وإنما سيمشل كذلك دول الجوار ومن بينهم تونس.
عادل علجان
المصدر: التيار نيوز