تقاريرتونس

تونس: هيئة الحقيقة والكرامة تستأنف جلسات الإستماع العلني لضحايا الاستبداد

 

 

 

تعقد هيئة الحقيقة والكرامة دفعة ثالثة من جلسات الاستماع العلنية لضحايا الاستبداد وذلك بمناسبة ذكرى الثورة في 14 جانفي الجاري.

وفي تصريح للفجر أكد المكلف بالإعلام بهيئة الحقيقة والكرامة سيف السوداني أنّ الهيئة إستأنفت مساء السبت 14 جانفي عقد جلسات الاستماع العلنية من خلال أمسيّة تنطلق الساعة الثامنة ونصف، بتقديم زمني على سابقاتها، مع مراعاة البرمجة التلفزية لمختلف القنوات.

وتعقد هذه الجلسات بمركب صندوق الحيطة والتقاعد للمحامين بالمركز العمراني الشمالي بالعاصمة، وتستوعب القاعة الرئيسية المخصصة قرابة 400 شخص.

وأكد السوداني أنّ شارات الدخول التي تم توزيعها خلال الجلسات السابقة سارية المفعول وأن من يريد الحصول على شارات يمكنه الحصول عليها من خلال التسجيل مسبقا عبر الموقع الالكتروني للهيئة.

تجديد الدعوة لمختلف الأطراف :

أشار السوداني إلى أنّ الحضور سيكون كالعادة كثيفا ومتنوعا، حيث وجهت الهيئة الدعوة مجددا إلى الرؤساء الثلاثة وإلى عدد من الشخصيات الأجنبية ورؤساء هيئات مشابهة في تجارب أخرى، إلى جانب حضور رؤساء أحزاب من تونس ومنظمات وجمعيات وشخصيات سياسية وعائلات الضحايا ومواطنون كما تم في الجلسات الماضية.

الأولوية لضحايا الثورة :

أكد سيف السوداني أنّ الهيئة سعت خلال الجلسات السابقة إلى إرضاء جميع الحساسيات والألوان الفكرية دون تمييز وراوحت بين ضحايا من مختلف الحقبات التاريخية ومختلف الجهات والتيارات، إلا أنّها من هنا وصاعدا ستتوجه نحو التخصيص في الجلسات، مشيرا إلى أن شهادات أمسيّة 14 جانفي ستكون في أغلبيتها الساحقة مخصصة لأحداث الثورة، وستكون جهة القصرين حاضرة بقوة لأنّها احتوت العدد الأكثر من الضحايا بين شهداء وجرحى، مع فتح حيز قصير لشهادة من حقبات وأحداث أخرى.

نحو تخصيص الجلسات:

أشار المكلف بالإعلام في الهيئة إلى أنّ الهيئة تتجه إلى تخصيص الجلسات مستقبلا بعد جملة من الجلسات السابقة التي كانت متنوعة، وسيبرز ذلك من خلال جلسات أمسية 26 جانفي التي ستكون مخصصة فقط لضحايا اتحاد الشغل في ما يعرف بالخميس الأسود 1978.

كما أشار إلى أنّه سيتم تخصيص جلسات تهتم بضحايا انتهاك حريات التعبير والرأي تخصص لبعض المدونين والناشطين ذلك في اليوم الوطني لحرية الانترنات 13 مارس الذي أقرّه الرئيس السابق المنصف المرزوقي.

التغطية الإعلامية:

أمّا التغطية الإعلامية فأكد سيف السوداني أنّها ستكون كالمرة السابقة وبنفس الكيفية، حيث تتكفل الهيئة بتوفير كل المستلزمات لوسائل الإعلام في قاعة ثانية يحول إليها البث مباشرة من القاعة الرئيسية.

مع السماح هذه المرّة لعدد كبير من الصحفيين بالجلوس في القاعة الرئيسية على أن يلتزموا بعدم التصوير ويحترموا الإجراءات المتخذة والتوصيات العامة للهيئة.

وسيكون التنظيم بنفس الطريقة التي اعتمدت خلال الجلسات الأولى وستؤمنه نفس الشركة بالتنسيق مع فرق الهيئة، مع تأمين بث جيّد وحرص على تفادي أي خلل أو تشويش، فالهيئة حريصة على نفس التوصيات السابقة، ونفس المبادئ والإجراءات التي اعتمدت خلال الجلسات الأولى.

الاستماع للجلادين:

أكد السوداني أن الهيئة تواصل إعطاء الأولوية للضحايا في جلسات الاستماع العلنية، على أن يأتي دور بعض الجلادين الذين أبدوا رغبة واستعدادا للشهادة العلنية في قادم الجلسات.

وفي خصوص حماية الضحايا والإحاطة بهم أشار سيف السوداني إلى أن الهيئة توفر لهم ذلك وتتابعهم قبل وبعد الشهادة، وهناك توصيات للضحايا بأن لا يتواصلوا مع الإعلام بعد الشهادات أقل ما يمكن لمدة شهر حرصا على سلامتهم وحمايتهم من أي تأثيرات سلبية.

الهيئة ماضية في عملها  رغم بعض الهجمات :

أما في ما يخص بعض الأصوات التي تحاول شيطنة وإرباك عمل الهيئة فأكد السوداني أنّ هؤلاء ولاشك أزعجتهم شهادات الضحايا وما فضحت من ممارسات وانتهاكات خلال الجلسات، فلم يجدوا نهجا لردة الفعل إلا مهاجمتها وبث البلبلة محاولة منهم لإثنائها عن مواصلة عملها وتعطيل مسار العدالة الانتقالية، مشددا على أنّ الهيئة ماضية في عملها وهي تتمتع بدعم ومساندة كبيرة داخليا وخارجيا ويتابع نشاطها منظمات وجمعيات دولية، اعتبرت هذه التجربة رائدة ومتميزة، وهذا تجسّد في الحضور الأجنبي الذي لاحظنا من خلاله اهتمام كبير بتجربتنا التونسية، والتي كانت السباقة في فتح ملفات الانتهاكات الاقتصادية التي لم تتعرض لها أيّ من الـــ 42 تجربة التي سبقتنا.

أما عن موضوع سدّ الشغورات فأكد السوداني أنّ المجلس فتح باب الترشحات وتقدم أشخاص لذلك والأكيد أنّه قريبا سيحسم الأمر في تعويض مجموعة من الأعضاء وهذا من شأنه أن يدعم عمل الهيئة ويساهم في نجاح مسار العدالة الانتقالية.

 

محمد ضيف الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق