
علي عبداللطيف اللافي:
أكثر من مباردة دولية في ليبيا ومن دول الجوار، إضافة الى محاولات إنجاح للحوار الليبي-الليبي، الا ان المصالحة لم تتحقق وسط تنامي الصراعات بين الفرقاء منذ سقوط حكومة زيدان، فهل ستنجح المبادرة الافريقية المعلن عنها أخيرا؟
فقد أعلن محافظ السلم والأمن للاتحاد الإفريقي “اسماعيل شرقي” أن اللجنة العليا لرؤساء الدول حول ليبيا التي بادر بها الاتحاد الإفريقي، ستتوجه خلال الفترة القادمة إلى طرابلس وطبرق لبحث المصالحة في ليبيا، بل وأضاف مؤكدا أنه سيتم الإعلان عن تاريخ ومكان انعقاد هذا الاجتماع قريبا، و أن هذه الزيارة المقبلة للجنة المذكورة تأتي في إطار إعادة تفعيل هذه الهيئة التي أنشئت سنة 2011 خلال قمة الاتحاد الإفريقي في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا” كما أشار شرقي الى أن “الاتحاد الإفريقي لم يتوقف عن العمل من أجل إيجاد حل سياسي وليس عسكري لهذه الأزمة التي لها تأثير على ليبيا وكذا بلدان المنطقة». كما ذكر المسؤول الافريقي أن الزيارة المقبلة للجنة العليا لرؤساء الدول حول ليبيا كانت محل لقاء تحضيري يوم 8 نوفمبر الماضي. وليس معروفا إن كانت مبادرة الاتحاد الإفريقي هي ذاتها تلك التي تروم الديبلوماسية الجزائرية إطلاقها بين الفرقاء الليبيين أم لا.
وكان وزير الشؤون الخارجية الجزائري، رمضان لعمامرة، قد أكد أن بلاده تدعم الجهود السلمية من أجل حل الأزمة الليبية، وذلك من خلال مبادرة دول الجوار التي أُطلقت العام 2014، والذي أضاف، في كلمة ألقاها في الملتقى الرابع حول السلم والأمن في أفريقيا في مدينة وهران، مساء السبت الماضي، “تهدف الجزائر إلى تقريب وجهات النظر الليبية بدعم مسار الوساطة الذي تقوده منظمة الأمم المتحدة، ومن خلال مبادرة دول الجوار لليبيا التي أطلقتها الجزائر سنة 2014”.
كما شدد المسؤول الجزائري أن بلاده تدعم الحوار بين كل الأطياف، «دون أي استثناء، وبعيداً عن أي تدخل أجنبي”، وفق تعبيره.
من جهته دعا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مارتن كوبلر، الأطراف الليبية إلى الاجتماع مجددًا ومناقشة الاختلافات حول الاتفاق السياسي، وقال: “فلنجعل 2017 عامًا للتفاوض بشأن النقاط المختلف عليها فلنجعله عام القرار” وأضاف مؤكدا على الإجماع الدولي حول الاتفاق الموقع في الصخيرات العام الماضي، أكد أن تعديله جائز إذا أقر الليبيون ذلك، ووفقًا لآليات نص عليها الاتفاق نفسه، إلا أنه اشترط تعديل الإعلان الدستوري أولاً.
وبهذا تتماهى الجهود الدولية والإقليمية بحثا عن مصالحة ليبية تبدو صعبة التحقق ولكن هل تكون المبادرة الافريقية قد جاءت في الوقت المناسب لتنهي فعليا الصراع بالوكالة بين أذرع إقليمية تحركها قوى دولية طمعا في ثروات ليبيا وبحثا عن مواقع نفوذ في الشمال الافريقي؟ وهل ان النجاح حتمي هذه المرة بعد تأكد منطق توازن القوة وتوازن الضعف بين جميع القوى الإقليمية المتنافسة والمساكة بالخيوط على الأرض؟