
أبو مـــــــــازن:
تبّا لتفاهة أقوالهم و تساؤلاتهم و تغريداتهم التي تأبى أن تنقطع والحال أنّ العيوب تكاد تكسو كامل أجسادهم وان عظمت. تبّا لمن قابل حِلم الناس حين سكتوا عن فضائح متتالية باستهتار رهيب والحال أنّ أخبارهم خرجت الى الاعلام و عقدت لها الجلسات فعرّت الحقائق و محّصت المعادن و لكن من شبّ على شيء شاب عليه. تبّا لمن اجتمعوا لينقسموا ثم انقسموا لمّا أرادوا أن يجتمعوا فكان انقسامهم اجتماعا لقسمة ثانية وثالثة ثم استدركوا حالهم لانقاذ موسم الحكم ولكن ما بالطبع لا يتغير: يؤذّن الديك في خشوع تام و رجلاه مغموسة في أوحال قنّه.
المرأة الفاضلة التي علم الخاص والعام شدّتها على النظام البائد و علم أيضا ما لاقته من متابعة وملاحقة و تعذيب و اهانة وسلب للحرية لسنين في تونس و المهجر لا تزعجها بعض أصوات التوابع التي افتضحت. هي اصوات ابتلانا بها الصندوق في ساعة عسرة، كانت همسا من الماضي كلما تكلمت أول الأمر واليوم صارت صدى للمخلوع و لاجرامه في حق شعب بأسره. اليوم الفساد بذاته و السكايب والمسبح و خروف المعتمد وغيرها من الزلات تطالب بأعلى صوتها باستقالة سهام ولكن ما من مجيب، رغاء و زبد لا ينتظر منه قليل ولا كثير و لا تعيره قداسة المجلس أي اهتمام.
الغريب أن هؤلاء المتمتعين بالثورة و بحريتها و بديمقراطيتها و بجمهوريتها الثانية الوليدة يطالبون بستر المخلوع وصنيعه والعودة الى طريقته التسلطية ونمطه “الديمقراطي” على المقاس. لذلك تراهم يولولون ويعربدون في المجلس كلما نطقت عبارة الحقيقة والكرامة أو حضرت رئيستها الموقرة أو بعض هيئتها المنتخبة. الغريب أيضا انهم لا يعلمون أن صوتهم و فعلهم نشاز لا يلقى الترحاب وأن معاتبتهم لهيئة مستقلة لا تعدو مجرد أحقاد موروثة لم يستطيعوا التخلص منها رغم “الجهد” الديمقراطي المبذول. هؤلاء يعلمون جيدا أن ميزانية الحقيقة والكرامة مارة مرور الكرام ولو بخمسين زايد واحد ولكن ما بالطبع لا يتغير لا سيما و أن هناك قواعد وُعدت بتصفية الثورة و رجالاتها ولكنها لم ولن تر شيئا من هذا القبيل في دولة بدأ القانون يدبّ و يأخذ مجراه الطبيعي. انتهى عهد المنظار و عهد التفليم و المحاكمات قبل التحقيق و الخطة الجهنمية ومكائد لجان الأحياء وكل هذه التعلات الواهية التي جعلت عقل المواطن في وضع غير استخدام حتى كانت أولى جلسات الاستماع فحذفت غشاوة البهتان التي عطّلت تفكيره لعقدين من الزمن.