
عبير الطرابلسي:
اعتبر القيادي بحركة النهضة عبد الحميد الجلاصي أن حوار رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي على قناة الحوار التونسي جاء في الوقت المناسب.
وقال في حوار مع “الصباح نيوز ” ان “احدى مشكلاتنا في تونس تكمن في نقص التواصل بين كبار مسؤولي الدولة وعامة المواطنين ،وبين قيادات الاحزاب والمناضلين ونصف السياسة تواصل.. فبه تحصل قاعدة مشتركة للفهم ،ويتحقق الوضوح والتفهم ،او حتى المعارضة ،ولكن على بيّنة.”
اما في ما يهم مضمون حوار رئيس الجمهورية، قال الجلاصي انه قد شمل مختلف انشغالات التونسيين ،وهذا امر مهم، مشيرا الى ان الباجي قد رأى ان يبلغ وجهة نظره من موقعه حيث كان إيجابيا في الإجمال وخاصة في حديثه عن الصعوبات وعن العلاقة مع اتحاد الشغل.
الباجي وقضية نقض:
وعن تعليقه على تصريح رئيس الجمهورية بخصوص صدمته من الحكم الصادر في قضية لطفي نقض، لا سيما أن السبسي قال ان “هذا الحكم خلق لديه حرج ولا يعجبه”، اعتبر “ان رئيس الجمهورية يحمل صفة ،اولا ،ولكنه مواطن ثانيا ولذلك من حقه ان يعبر عن آرائه وأحاسيسه.”
واضاف الجلاصي: “ما يهم التونسيين هو مراعاة الفصل بين السلطات ،و احترام استقلال القضاء ،و ليس لدي أدنى شك في مراعاة السيد الرئيس لذلك.”
النهضة والنداء :
ومن جهة اخرى، وبسؤالنا حول رده على تصريح السبسي في حواره والذي مفاده “ان وجود النداء مع النهضة لا ّ يعد تحالفا وانما أملته الضرورة”، قال انه ليس مطالبا بالرد، قائلا:”اذ اتفق تماما مع ما قاله السيد الرئيس ،و قد عبر عن ذات الموقف في حوار مطول مع جريدة القدس العربي منذ اسابيع قليلة…
فالسياسة تبنى على الوقائع الصلبة، والعلاقة بين النداء والنهضة كان فيها قدر كبير من التنافس ،وحتى التنافر النفسي.. ونتيجة الانتخابات افضت الى هذه الحقيقة المزدوجة :فلا النداء يمكنه تشكيل حكومة مستقرة دون النهضة ،ولا النهضة يمكنها ان تجد وضعا صلبا تعارضه ،فكتب عليهما التلاقي…لكن للتاريخ مكره، فكثير من الالتقاءات العرضية والاضطرارية تتحول الى تعايش ، فتنسيق، فتحالف تكتيكي، فتحالف استراتيجي.”
كما اضاف: “ليس كسبا بسيطا للبلاد ان تضعف نوازع العداء.. و نحن في النهضة نشتغل على توسيع دائرة المشترك الوطني،ونحن الان نشترك مع النداء ومع غيره ،ونامل ان تتحسن الحالة الحزبية وان تتوفر كتلة واسعة سياسية واجتماعية تقوم على ما يطلبه التونسيون من إصلاحات تفتح افقا امام البلاد.. وبالنسبة للمستقبل نحترم خيارات شركائنا في نفس الوقت الذي لا نوصد فيه بابا .بل نحن فتاحو أبواب ،و كما قالjamais faut ne il :Gaulle De Charles insulter l’avenir “.
اسقاط الحكومة “منامة عتارس”:
وبخصوص تصريح رئيس الجمهورية حول وجود بعض القوى التي تدفع في اتجاه اسقاط الحكومة، والتي قال عنها السبسي “منامة عتارس”، رد عبد الحميد الجلاصي: “لقد سئم شعبنا “خفة “الاحزاب و لا مسؤوليتها.. شعبنا ذكي، وصبور، ولكنه ضاق ذرعا بصبيانية بعض المتصدين للشأن العام.”
كما اضاف الجلاصي انه في صورة عدم نجاح حكومة يوسف الشاهد “فسنكون امام اوضاع شديدة التعقيد والحساسية.. وهو ما يفرض على الحكومة ان تتحمل مسؤوليتها في الجرأة والمصارحة والتشريك ،ويفرض على مجمل الاحزاب والمنظمات والهيئات والشخصيات المؤثرة التحلي بالمسؤلية وبعقلية بناءة.”
العدالة الانتقالية:
وفي سياق اخر، تحدث عبد الحميد الجلاصي حول تصريحات السبسي في ما يتعلق بملف العدالة الانتقالية، وقال:”لا غبار على اجابة السيد الرئيس من الناحية الشكلية.. اما من الناحية المضمونية فكنت أودّ ان تكون الإشارات الرئاسية اكثر وضوحا.”
وأوضح الجلاصي:”هذا ملف يمكن عبره ان نتطهر من آلامنا واخطائنا ،ونتجه للمستقبل ،ويمكن ان نحيي به جراحات الماضي فندفع مجتمعنا الى العودة الى مربع الانقسام .وخطوط التصدع موجودة جغرافيا ،واجتماعيا ،وثقافيا ،وبين القديم والجديد.. والاحتضان المؤسساتي الواضح لمسار العدالة، والتفاعل الشجاع من المسؤولين السابقين ،والتعاطي النبيل من الضحايا .تلك هي المقاربة العقلانية.. وعلى كل جلسات الاستماع لضحايا الانتهاكات مازالت متواصلة ،وسيزول خلالها ما قد يكون حصل من لبس.
المصدر: الصباح نيوز