محلّلون من ليبيا و الجزائر و موريتانيا يتحدثون عن فوز دونالد ترامب وتداعياته على شمال إفريقيا

بعد فوز المرّشح الجمهوري دونالد ترامب بنتائج الإنتخابات الأمريكية، تباينت ردود الأفعال الدولية ب҆ الترحيب والحذر عن مستقبل سياسة الرئيس الجديد في العاѻ وإمكانية تغ҄ السياسة الأمريكية عموما في مناطق النزاع وخصوصا منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وعن تداعيات فوز ترامب وسياسة أمريكا في المنطقة العربية وخصوصا شمال إفريقيا إتصل “آخر خبر أونلاين” اليوم ،الأربعاء 9 نوفمبر، بمحللين سياسيين  لمعرفة قراءاتهم وتوقّعاتهم للسياسة الأمريكية الجديدة.

المحلّل السياسي اللّيبي عزالدين عقيل قال لـ’آخر خبر أونلاين” إ ّن التركيبة اليمينية لترامب وشعاراته و أبرزها “الولايات المتحدة الأمريكية أولا” ربما سيخلّف إنسحابا كب҄ا من المنطقة العربية وشمال إفريقيا ،ولن تكون سياسة تدخل في شؤون المنطقة مستقبلا، كما أنه من المتوقع أن يسلم ترامب الأمر لروسيا في مكافحة الإرهاب في المنطقة بإعتبار أن ترامب وبوت҆ متقاربان وهو ما يعطي أملا جديدا بالنسبة إلى الرئيس السوري بشار الاسد .

أما عن ليبيا فقد إتهمها ترامب أنها “السبب في إسقاط الدولة ” وهو ما سيزيد من آلام اللّيبيّ҆ في تدخلها في شؤونها الداخلية مرجحا أن تتراجع السياسة الأمريكية بنسبة كب҄ة في المنطقة وهو ما يعني آليا تراجع فرنسا والتحالف الدولي والقوى الإقليمية التدخل أكثر في ليبيا مرجحا أن يكون هذا التراجع فرصة للّيبي҆ في ّحد أنفسهم للتفاهم والوعي للوصل ّ لحل جذري للملف الليبي.

استاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر 3 سليمان الاعرج صرح لـ”آخر خبر أونلاين” اليوم أن فوز ترامب كان متوقعا لأن المطلع والفاهم للشؤون الأمريكية والسياسة الأمريكية والمتعمق في فهم المجتمع الامريكي من دعاة التغيير للسياسة الأمريكية وإنخراط ترامب ضد الحروب الأمريكية في العالم لاقت دعما شعبيا كبيرا خاصة وأن الشعب الأمريكي  ملّ إنخراط بلده في الحروب وتمويلها على حساب الضرائب الهامة التي تدفعها الطبقات الضعيفة.

وبالنسبة إلى سياسة ترامب في الشرق الأوسط وإنطلاقا من خطابه إعتبر محدثنا أنه من المرتقب أن تتراجع السياسة الأمريكية في المنطقة خاصة وأن عهد الأموال ّ المقدمة لأمريكا وتمويلها للحروب قد إنتهى مرجحا أن تكون سياسة أمريكا في منطقة المغرب العربي وشمال إفريقيا أكثر إعتدالا خاصة مع الجزائر وهفهما لواقع أحداث الإستقرار في المنطقة والتي كانت قائمة على التبادل فقط وليست على التحالفات في قضايا معينة ومقاربتها في قضايا مكافحة الإرهاب وهو ما ҅كن أن يكون مدخلا للتوافق مع التوجهات الجديدة لترامب والسياسة الأمريكية الجديدة في منطقة المغرب العربي. ”

من جهته إعتبر رئيس المركز العربي الإفريقي للإعلام (الموريتاني )محمد سالم الداه في تصريح لـ”آخر خبر أونلاين” ، أ ّن فوز ترامب” خياران أحلاهما مرّ على المنطقة بإعتبار الوضعية السياسية، الإقتصادية، الأمنية والإجتماعية التي تعيشها منطقة شمال إفريقيا والتحديات الأمنية الكبرى مشيرا إلى أن المنطقة عموما الآن تعيش مرحلة دقيقة وحذرة من إستراتيجية ترامب في المنطقة ومن تفاقم خطاباته التحريضية اليمينية التي ستكون مسيطرة على المنطقة بشكل عام.

الداه أشار إلى أ ّن المنطقة تنتظر مرحلة قادمة تتخلّلها العديد من التجاذبات وخصوصا منطقة شمال إفريقيا خاصة وأنها أمام “شخص غير قابل للتصنيف” وله عديد المواقف المتضاربة (منها الصراع العربي الصهيوني وهو ما يبرهن ملامح ترامب ونواياه…) مؤكدا أن إستراتيجية أمريكا مع ترامب ستكون حاسمة وحساسة في المستقبل سواء في المنطقة العربية أو المغرب العربي الكب҄ ومنها موريطانيا التي كانت علاقاتها مع أمريكا أحيانا مضطربة وجيدة أحيانا أخرى بماتعيشه من إشكالات المنطقة والصراع في الصحراء والساحل.

المصدر: أخر حبر أون لاين