
علي البهلول:
تعرضت الأستاذة آمال الطرابلسي شقرون المختصة في مادة علوم حياة و الأرض
الى الايقاف عن العمل بعد عشرين سنة خبرة في التعليم الثانوي بقرار من وزير التربية بتاريخ 23 أكتوبر 2016.
وحسب التفاصيل التي تحصلت عليها “نيوز براس” فأن البداية كانت مع انطلاق السنة المدرسية حيث علمت الأستاذة المذكورة أنه تمّ تكليفها بتدريس أربع مستويات مختلفة و هو ما جعلها تعترض لدى إدارة المعهد ضانة أنها ستجد من سيصغي اليها و في نفس الوقت باشرت عملها مع ثلاث مستويات فقط في حين رفضت تدريس السنوات الأولى ثانوي.و هو ما جعل ادارة المعهد تقوم برفع المسألة لوزارة التربية والتي بدورها قامت باصدار قرار الإيقاف عن العمل بتاريخ 23 أكتوبر 2016.
الأستاذة أمال الطرابلسي اشارت خلال تصريحها ل”نيوز براس” أنها أستاذة علوم طبيعية منذ سنة 1991 و سنة 2001 انتقلت الى معهد محمد علي بصفاقس وباشرت مهامها ككل الأساتذة وكانت نتائجها طيبة وهو ما يترجمه تألق تلاميذها في امتحان الباكالوريا بملاحظات جيدة مشيرة أنه سنة 2010 /2011 بدأت معاناتها مع العمل وخاصة بعد أن كانت تقوم بتدريس 3 مستويات أصبحت مجبرة على تدريس 4 مستويات وقبلت الأمر وخاصة أن سنة 2011 كانت سنة الثورة وسنة استثنائية من أجل انجاحها على المستوى التربوي مبينة أنه سنة 2012/2013 تكررّ الموضوع واسند لها 4 مستويات وهو ما جعلها تعلم المتفقد باعتبار ضغط المستويات عليها وخاصة أنها كانت في ما مضى تقوم بتدريس 3 مستويات لا غير ولكنه ما كان من المتفقد الاّ أن يقوم بأعلامها أنها لطالما قبلت الأمر منذ السنة الفارطة فلا يحق لها أن تحتج في هذه السنة ،مضيفة أنها قبلت ذلك وفي اختتام السنة المدرسية تلك تم عقد اجتماع في جوان 2012 و تم فيه الاتفاق على التوزيع البيداغوجي بين الاساتذة ولكن في تلك السنة أس 2012-2013 تعرضت لأزمة نفسية وانهيار عصبي نتيجة ضغط العمل في السنوات السابقة وهو ما جعلها تتحصل على عطلة سنوية نتيجة المرض مشيرة أنه بعد سنة من الراحة عادت الى التدريس في السنة المدرسية 2013-2014 وكانت الأمور طيبة الى حدود السنة الجامعة 2015-2016 ولكن في هذه السنة 2016-2017 وقبل انطلاق السنة التربوية تسلمت جدول التوزيع البيداغوجي وتم اعلامها أنها ستقوم بتدريس 4 مستويات وهي الأولى ثانوي والثالثة رياضيات والثالثة علوم وباكالوريا رياضيات وهو ما جعلها تحتج عند مدير المعهد طالبة منه أن يقوم بالغاء مستوى سنة أولى من جدولها وتكتفي بالمستويات الثلاث البقية باعتبار أن ذلك هو حقها القانوني مبينة أن المدير طمأنها بأنه سيقوم بايجاد حل بعد الاتصال بالمتفقد وهنا اشارت أنها قامت بأداء واجبها التربوي وقامت بتدريس المستويات الثلاثة ولم تقم بتدريس مستوى الأولى ثانوي لأن ذلك لا يتماشى مع ما تم الاتفاق عنه ،مشيرة أنها بقيت على تلك الحال الى حدود 24 أكتوبر 2016 أين تم اعلامها من طرف أحد زميلاتها أنه صدر قرار اياقفها عن العمل بحجة انها لم تحترم الجدول وقامت باضطرابات بيداغوجية وهنا بينت أن قرار ايقافها عن العمل كان بمثابة الصدمة لها وهو ما ولد لها انهيار عصبي كاد أن يؤدي بحياتها وخاصة نتيجة الظلم الذي سلط عليها لسنوات عديدة ولا يزال 19وكل أسباب ذلك أنها تريد الدفاع عن حقها عبر الطرق القانونية والمشروعة.
بدوره المندوب الجهوي بصفاقس 1 محمد بن جماعة اشار في تصريح ل”نيوز براس” أن سبب ايقاف الأستاذة أمال الطرابلسي عن العمل يعود بالأساس لكونها رفضت الالتزام بما وجد بجدول الأوقات وامتنعت عن تدريس تلاميذ السنة الأولى ثانوي مقتصرة على تلاميذ السنة الثالثة والباكالوريا ،مبينا أن ادارة المعهد طلبت منها العدول عن عزوفها من التدريس عدة مرات لكنها امتنعت و هو ما جعل ادارة المعهد والمندوبية تراسل وزارة التربية من أجل التدخل العاجل وايقاف نزيف ما وصف بالمهزلة بمعهد محمد علي بصفاقس وهو ما جعل وزارة التربية تصدر قرار بايقافها مبدئيا الى حين احالتها على مجلس التأديب والنظر في العقوبة التي سيتم اتخاذها في حقها.
ما يمكن التأكيد عليه أنه بغض النظر عن الأستاذة التي تكون قد أخطأت حينما رفضت القيام بواجب التدريس حسب المطلوب منها في جدول الأوقات الاّ أن المسألة تبدوا معقدة نوعا ما وخاصة ايقاف الاستاذة عن العمل بعد مسيرة 20 سنة من التدريس وحسب مصادرنا فأن النقابة الجهوية للتعليم الثانوي لم تندد بايقاف الأستاذة التي تعتبر زميلتهم ولم تصدر أي تنديد أو بيان والأكيد أنه من حق الرأي العام المتابع للشأن التربوي بصفاقس أن يحصل على المعلومة الدقيقة وأن يتعرف على هذه الحكاية.
المصدر:“نيوز براس”