
مبروك بن عيسى الذهيبي :(*)
من منا لم يعتصر قلبه الألم و هو يشاهد في مختلف وسائل الإعلام المرئية جيش الاحتلال الصهيوني و هو يرتكب المجازر الرهيبة في حق المدنيين العزل في فلسطين التاريخية و في غيرها من البلدان منذ سنة 1948 الى يومنا هذا و مازال … اذ وصلنا ارهابه الرسمي يوم 01/10/ 1985 بغارة على حمام الشط وسقوط 72 شهيدا اغلبهم من الاطارات الفلسطينية … وعملية اغتيال القائد خليل الوزير “ابو جهاد” في ماي 1988 بتواطأ المخلوع … و على عكس كل دول العالم حيث لكل دولة جيش يحمي حدودها فإن كيان العدو اليهودي الصهيوني قائم على جيش ضخم له دولة تخدمه حيث أن جميع سكانه هم اما جنود و ضباط مباشرين أو جنود و ضباط احتياط …و لهذا فهو في حاجة الى ميزانية و تمويل خارجي ضخم لكي يكون الافضل تسليحا و تدريبا و تأطيرا…لضمان انتصارات سريعة في حروبه الاستعمارية الخاطفة …فعلاوة الى الميزانية الضخمة لوزارة الحرب الصهيونية و “المساعدات” الامريكية بالمال و أحدث التقنيات العسكرية …هناك أموال ضخمة ترسلها سنويا آلاف الشركات اليهودية الصهيونية الدولية من أغلب دول العالم “الغير مقيمة أو ذات هوية مزورة” فتعالوا نقوم بجولة يومية في حياة أسرة تونسية لنكتشف معا الكم الهائل من السلع و الخدمات لتلك الشركات الاستعمارية الذي تستهلكها هاته الاسرة مثل ملايين التونسيين و التونسيات على طول اليوم و طوال السنة عن وعي أو بدون وعي و بذلك يساهمون بطريقة غير مباشرة في تمويل جيش العدو الصهيوني …أي يساهمون في قتل اخوتهم من المسلمين و المسيحيين في فلسطين التاريخية و دول الطوق و طبعا كل السلع أو الاخدمات التي سأذكرها على طول المقال هي لشركات يهودية صهيونية …
في الصباح تقوم عائلة عمك خميس ( مقاول بناء ) و بعد الخروج من بيت الراحة يقومون بتعطيرها بعلبة “هاربيك” ثم يغسلون أطرافهم أو يستحمون بصابون “دوف” أو “ديتول” و يستعملون معطر الحمام “أوشوايا”و من يغسل شعره بشامبوان “الساف دي بالسام” ثم يتعطرون بما يلي “ايقو بوس” أو “ايف سان لورون” أو “لانكوم”أو “قي لا روش” أو جيورجيو ارماني” و 4 ألاخيرة من صنع الشركة اليهودية الصهيونية الشهيرة “لوريال” …ثم يبتعث ابنه الاكبر كما ل ليشتري لوازم فطور الصباح فيقصد بالسيارة مغازة”كارفور ” فيقتني حليب و زبدة و ياغرت “ديليس دانون” ، من أكبر الشركات الصهيونية للصناعات “الغذائية” ، و قهوة “ميزون دي كافي” و علبة” نسكافي” و مسحوق شكلاطة لاخته ليلى و قطع شكلاطة مختلفة “لانفان” و “كيت أي كات”و “ليونس لاخوه الصغير عماد و علبة غذاء “فريسكيز ” لكلبهم المدلل “راكس” و كل هاته السلع و غيرها تصنعها الشركة الصهيونية الخطيرة “نستلي ” المتهمة من كثير منظمات المجتمع المدني الاروبية بتدمير اقتصاديات العالم النامي و عبودية الاطفال في أشغال شاقة … ثم يمر كمال و يشتري بطاقات شحن لهواتفهم الجوالة من شركة “أورونج” وهاته الشركة الصهوينية ضالعة في التسريب اليومي لملايين المكالمات و ايميلات للمخابرات الصهيونية الموساد و المخابرات الامريكية و الاوروبية و غيرها المتحالفة معها…كما أنها تمتلك شركة “أو_دي_اس”التي تشغل المنظومة المعلوماتية لجيش الاحتلال…و بعد فطور الصباح يغسل أفراد العائلة أفواههم بمعجون و فرشات أسنان “كولقات بالموليف” ثم يلبسون ثيابهم و أحذيتهم حسب الموضة الاستعمارية من ماركات “سيليو” و “نايك” و “ديزل” و “ليفيس ستروس” و “ديم” ..ثم و قبل الخروج يعطرون المنزل بقنينة “ارفراش” …ثم تخرج العائلة للدراسة أو العمل و معهم حواسيبهم الشخصية من نوع “هاش_بي هاولات باكار” و يجلس عمك خميس على مكتبه ويفتح حاسوبه “أي_بي_ام” لتفقد الحسابات و برمجة عمل اليوم مع مساعده المدير التجاري بلحسن و يطلب من الحاجب أن يستدعي له مدير الاشغال المهندس المعماري قيس و أن يجلب لهم مشروبات مختلفة منها شاي “ليبتون” و عصير “تروبيكانا” و للسكريتيرة المدللة و لباقي الموظفين عصير “مينوت مايند” و “فانتا ” و “سبرايت” و أشهرها و أخطرها على الصحة “كوكاكولا” المشروب المسموم و الذي يحتوي على الكثير من المواد المسرطنة و المحرمة و المدمرة للجسم و العقل , راجع في ذلك قسم الصحة بالمواقع الاروبية التالية w.wikistrike.com w.fawkesnews.com w.stopmensonges.com و مع منتصف النهار و لكثرة العمل و مشاكل حصائر البناء لا يستطيع غالبا الفريق المسير للشركة العودة لمنازلهم للغداء فيطلب عمك خميس المقاول من الحاجب أن يجلب لهم قطع بيتزا فيذهب الى أقرب محل “بيتزا هوت” و يشتري ما طلب منه لانه هو يأكل ما جلبه معه من غذاء طبيعي و :دياري: و لايأكل مثل رؤسائه هاته المأكولات و المشروبات “البلاستيكية “الضارة… ثم تجتمع ادارة الشركة لمناقشة موضوع شراء جرافة جديدة لحاجيات حضيرتها الضخمة ( بناء حي سكني جديد في تقسيم ضي التضاريس الصعبة ) و بعد أخذ و رد و نقاش يقرر المقاول عمك خمبيس شراء جرافة من نوع “كاتربيلار” و الكل يعلم أن الاف المنازل في فلسطين المحتلة وقع هدمها بجرافات من نوع “كاتربيلار” و هي نفسها التي داست و قتلت بكل وحشية المناضلة المسيحية الامريكية ماري كوري التي أرادت التصدي و منع هدم أحد البيوت الفلسطينية على رؤوس أصحابها من المدنيين العزل … ثم في اخر النهار يعود الجميع الى المنزل و يعيدون استهلاك نفس بضائع و سلع الشركات اليهودية الصهيونية التي استهلكوها طوال اليوم …ثم تقوم المعينة المنزلية بغسل بعض ملابس الابناء في آلة الغسيل بمسحوق “اريال”و هو اسم مجرم الحرب جزار صبرة و شاتيلا المقبور “اريال شارون “… و هكذا طوال السنة فتصوروا الاموال الطائلة التي دفعها الملايين من التونسيين و التونسييات فقراء و متوسطين و أغنياء على حد سواء الى تلك الشركات اليهودية الصهيونية ألاستعمارية الخبيثة التي تبعث سنويا ملايين الدولارات الى كيان العدو و من ثم الى جيشه لللاستمرار في جرائمه اليومية في الشرق الاسلامي…و أذكركم يا شعب تونس بفتوى الإمام الجليل و الشيخ الرباني المرحوم عبد الحميد كشك الذي أفتى منذ أكثر من 40 سنة : التجارة مع اليهود حرام , تنفيع اليهود حرام, التواصل مع اليهود الصهاينة بأي شكل من الاشكال حرام …قف انتهى رفعت الاقلام و جفت الصحف …تصوروا في أوروبا الغربية قامت حركت مقاطعة شاملة لكيان العدو الصهيوني منذ سنة 2005 اسمها “بي_دي_اس”
1/ بي :تعني بويكوت أي مقاطعة شاملة للعدو الصهيوني.
2/دي: تعني ديزنفستيسمون أي محاولة منع أي استثمار للشركات الاوروبية في كيان العدو الصهيوني.
3/اس : تعني سانكسيون أي الضغط على حكوماتهم لتفعيل الكثير من العقوبات الاممية التي بقيت حبرا على ورق
…تصوروا ازلاندا بلد نصراني يحكمه رئيس الوزراء الوطني سيقموندار قونلولكس جعل من مقاطعة الكيان الصهيوني سياسة رسمية منذ2015 ..و انتشرت المقاطعة في فرنسا و بريطانيا حتى اضطرت الحكومتان تحت ضغط اللوبي الصهيوني الي اصدار قوانين تجرم مقاطعة كيان العدو الصهيوني بالرغم من أن الشعوب الاروبية الطيبة قالت كلمتها منذ سنة 2003 في سبر آراء قامت به المفوضية الاوروبية 59 بالمائة صرحوا بأن كيان العدو اليهودي الصهيوني أكبر خطر على السلم العالمي….وبعض ملوك الطوائف من الاعراب الجاهليين في الخليج يريدون التطبيع المجاني لتصفية القضية الفلسطينية أم القضايا العالمية…
و نحن معشر التونسيين و التونسيات ندعي نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم و نبكي أحيانا حين نرى في التلفزة الجرائم الوحشية لجيش الاحتلال ..و لكن في واقعنا الفاسد نساهم في تمويل هذا الجيش المجرم بطريقة غير مباشرة عبر استهلاك بضائع و خدمات الشركات اليهودية الصهيونية الدولية طوال اليوم و السنة ، راجع القائمة الكاملة لتلك الشركات على موقع حلال بوك.كوم بتاريخ 18/06/2015 ..
فلنقاطع جميعا كل هاته البضائع و الخدمات على الأقل أسوة بإخوتنا في العدالة ألانسانية من مسيحيين و علمانيين طيبين و كل أحرار العالم من المقاومين لكل أشكال الاستعمار الحقيقي و الخفي للصهيونية العالمية لأن من أبرز وجوه الحرب “العالمية” هي الحرب التجارية خاصة و أن جل سلعهم “الغذائية” مسمومة و تسبب السرطان…
و هناك الكثير من علماء الغرب العادلين فضحوا هاته الممارسات الاجرامية عبر كتبهم أو محاضراتهم على اليوتوب …ومنهم على سبيل المثال البروفيسور اليهودي الامريكي نوام تشومسكي و الاساتذة ميشال كولون- تييري ميسون-تيبو اريكسون-لورون فريمان-هنري ماك كوي- جوزاف كرشنار – دانيال فانهوف – و ألامريكيتين أليسون واير و قراس هلسل – و خاصة الكاتبة الكندية ناومي كلاين في كتابيها الممتازين “عقيدة الصدمة” و “بدون ماركة”و بما أن مقاطعة الشعوب الاوروبية و شعوب أمريكا الجنوبية و دول محور المقاومة أثرت سلبا في اقتصاد العدو الصهيوني , فان رئيسه السابق شيمون بيراز أوصى شعبه يوم الثلاثاء 13/09/2016 ساعتين قبل دخوله في غيبوبة قائلا ” استهلكوا بضائع إسرائيلية”( و هو المسؤول عن مجزرة قانا سنة 1996 ضد ملجأ للمدنيين تابع للأمم المتحدة ) …و أنا أقول لشعب تونس ” اشتري بضائع تونسية “ و أن لم تجد فبضائع عربية أو إسلامية أو من أي بلد مقاوم لجرائم الصهيونية العالمية و لنكف عن غبائنا التجاري الخطير .و لنقاطع كل هاته السلع و الخدمات لتلك الشركات الصهيونية الاستعمارية المذكورة سابقا ,مع عائلة عمك خميس كمثال ،جملة و تفصيلا و لنتقي الله لأن “الغباء في الدين معصية” كما يقول المرحوم العلامة محمد الغزالي .
(*)– الرئيس السابق للجمعية الدولية للثقافة الإسلامية بباريس