تونسرأي

تونس: لمصلحة من يستهدف رئيس حركة النهضة ؟

1372930485_rachedd

محسن النويشي :

 

تشهد الساحة الإعلامية هذه اﻻيام حملة تستهدف رئيس حركة النهضة اﻻستاذ راشد الغنونشي ومن ورائه الحركة وموقعها السياسي من طرف بعض الشخصيات وبعض وسائل الإعلام من أجل إعادة الصراع اﻻديولوجي والثقافي المجرد الى الواجهة رغبة في استعادة الفرز واﻻنقسام المجتمعي الحاد الذي ﻻ ينتج اﻻ اﻻستئصال والدمار والخراب وتفويت الفرصة على البلاد في اﻻستقرار والتنمية ومعالجة مخلفات الماضي المؤلمة حقوقيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.

لقد بات واضحا ان هناك جبهتان تتشكلان موضوعيا جبهة وطنية شعارها الشراكة والوطنية والتوافق المجتمعي قبل السياسي واﻻرتقاء بالتنافس من اﻻديوﻻوجي الي البرامجي من اجل بناء الدولة وتنمية المجتمع في مقابلها جبهة استئصالية اقصائية ﻻترى مصلحة البلاد خارج مصالحها وﻻ تنمو وتتوسع اﻻ في ظل الصراعات الصفرية المدمرة.

وﻻشك ان الفرز بين هاتين الجبهتين ﻻ يزال قائم في كل المستويات في اﻻحزاب دون استثناء والمنظمات والجمعيات ومؤسسات الدولة وكلما توسعت الجبهة الوطنية جبهة التوافق والقبول باﻻخر والبناء كلما تحقق اﻻستقرار وتقدمت البلاد على طريق مواجهة الصعوبات والتحديات وﻻشك أيضا ان لكلا الجبهتين رموزا وزعامات باتت واضحة ومعلومة من بينها اﻻستاذ الباجي قايد السبسي رئيس الدولة واﻻستاذ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الذي يتركزعليه اﻻستهداف في علاقته برئيس الدولة ودوره الوطني المسند لمؤسسات الدولة الباحث على تحقيق مصلحة البلاد اضافة الى الى ما تثيره بعض اﻻصوات المتخاذلة ذات العلاقة بالدوائرة المشبوهة والمخابرتية.

فما الهدف من ذلك ؟ الهدف هو اضعاف النهضة وارباك دورها و محاولة حشرها في الزاوية من اجل اعادة منطق الصراع والتنافي والحسم ومساعي اخضاع التجربة اوانهائها .وهو مسعى ﻻعلاقة له بالحوار وﻻ النقد والتنافس البرامجي النزيه وﻻأي شيء .وﻻيعني أن النقد في وضع ديمقراطي غير مقبول بل هو ضروري لتنضيج التجربة والبحث عن سبل تجاوز الصعوبات والتحديات دون المس بالمشتركات والثوابت التي في اطارها يتم تحقيق المصالح بعيدا عن الثورجية والدغمائية والمزايدة. فهل يعي بعض قيادات النهضة قبل ابنائها ومناضليها ان استهداف رئيسها هو استهداف لهم بدرجة اساسية وللحركة والبلاد والتجربة وان اﻻختلاف وادارته وجعله عنصر اثراء وتطوير ﻻ معنى له اذا اندرج بوعي او غير وعي ضمن اجندات استئصالية ﻻوطنية واستعملت فيه المغالطات المنطقية والهروب الى اﻻمام والتفصي من المسؤولية والقائها على الغير سعيا لتحقيق بعض المكاسب الحزبية الظرفية الداخلية التي ﻻقيمة لها ولن تتحقق ابدا.

فمتى يحصل اﻻدراك ونتجاوز نحو الفعل اﻻجابي المثمر انطﻻقا من مخرجات مؤتمرنا وباﻻلتفاف حول قيادتنا الشرعية والحوار والمبادرة ضمن مؤسساتنا المنتخة ؟ نرجو ذلك حتى ﻻنجني على انفسنا او يجني علينا بعضنا .وقديما قالت العرب “على نفسها جنت براقش” هدانا الله لما فيه خير البلاد والعباد.

 

المصدر: سياسة نت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق