– في 15 سبتمبر 1931، أُحضر الشيخ عمر المختار إلى قاعة المحكمة؛ كان شيخاً كبيراً مكبّلاً بالسلاسل الحديدية. أُدخل القاعة؛ و تمت محاكمته في محكمة هَزْلية، حيث أُعدّت العدة لإعدامه مُسبقاً، ولم تكن المحاكمة سوى تمثيلية هَزْلية، لإعطاء مزيد من الوقت ليتناوب عليه أعداؤه في كسره نفسياً، في آخر أيامه بين أيديهم.
حاول الضابط الإيطالي الشاب “روبرتو لونتانو”؛ مُحامي الدفاع عن عُمر المختار، لتخفيف عقوبة الإعدام شنقاً إلى المؤبد رأفةً به وبكبر سنّه. إلاّ أن المدعي العام قاطعه؛ وطلب من المحكمة منعه من إتمام مرافعته؛ و وافقت المحكمة فوراً.
وفي صباح اليوم التالي؛ في 16 سبتمبر 1931، لم تكتف القوات الإيطالية المحتلة بإعدام عمر المختار فحسب، بل نكّلت به و بالشعب الذي وقف خلفه محارباً، فأُحضر جميع المعتقلين من السجون كافة، وما يقرب من 20 ألف مواطن ليشاهدوا تنفيذ الحُكم في قائدهم المناضل.
أُحضر الشيخ عمر المختار مُكبل الأيادي يسير بين جلاّديه المحتلين، و في تمام التاسعة صباحاً؛ أخذت طائرات العدو تُحلق على ارتفاعٍ منخفض لمنع الأهالي من سماع آخر كلمات قائدهم، إذا تحدث بشيءٍ ما. لكنه لم يتفوه بشيءٍ سوى الشهادتين، وبضع آيات قرآنية في لحظاته الآخيرة؛ وتم تنفيذ الحُكم فيه.
المصدر : تونس الآن
