
الجبهة الشعبية هي حلف سياسي يساري يضم 11 حزبا اهمها حزب العمال والوطد والتيار الشعبي والقطب والبعث..ولها 15 نائبا في البرلمان تميزوا بخطاباتهم النارية ومعارضتهم الشرسة لكل الحكومات المتعاقبة بعد الثورة ، ومن أبرز اصوات الجبهة تحت قبة باردو نجد منجي الرحوي واحمد الصديق وزياد لخضر وعبد المؤمن بالعانس وعمار عمروسية ومباركة البراهمي .
والجبهة الآن لها زعيم تاريخي ظل يحتكر القرار والرأي وهو حمة الهمامي الذي توسع نفوذه منذ اغتيال رفيقيه شكري بلعيد والحاج البراهمي، ولا احد يتجرأ على نقده او الإشارة اليه باستنقاص إلى ان جاء تصريح منجي الرحوي الذي رج الجبهة وحرك المياه الراكدة فيها.
الرحوي اعترف ان الجبهة هي جبهة رفض فقط ، ولا بد ان تخرج من عزلتها السياسية وأن تشارك في إدارة الشأن العام وان تتطور مثلما تطورت كل الاحزاب الراديكالية او ذات المنحى الايديولوجي.
والرحوي تطرق الى المسكوت عنه وانتقد أداء “الزعيم” حمة طالبا منه ترك مكانه لأن خطابه لم يتطور ولم يستوعب المرحلة السياسية الجديدة …. وقد كنا ننتظر ردودا نارية من الجبهة أو من حمة الهمامي إلا انهم التزموا الهدوء ورفضوا التصعيد وكأنهم فهموا فعلا ان الرحوي لم ينطق عن هوى وان الجبهة فعلا مطالبة بتغيير ثوبها وخطابها وبالانخراط في مرحلة جديدة قد تنزل بردا وسلاما على المشهد السياسي بالبلاد.
خطاب الرحوي لن يمر مرور الكرام ولا شك ان الف حساب وحساب سيقرأ له خاصة و أن بعض صفحات التواصل الاجتماعي المحسوبة على حزب العمال قد انطلقت في شن هجومات عنيفة عليه.. وهناك سيناريوهان اثنان، إمّا اللجوء فعلا الى الاصلاح والتغيير ولملمة الجراح الناتجة عن هذا الشرخ و إمّا الدخول في انقسامات وحرب زعامة كما حدث في اغلب الاحزاب.
ولا شك ان كلام الرحوي جاء في وقته، فالجبهة مكوّن مهمّ، ومن حق أبنائها الحلم بدور اكثر اهمية، فحمة الهمامي معارض من المهد الى اللحد وأصبح محل تندر من الجميع ، وها ان ما يتردد خارج الجبهة تحول الى داخلها لترتسم عديد نقاط الاستفهام حول المستقبل.
فالرحوي وضع حجر الاساس لجبهة قد تكون جديدة..وحاول اخذ عصا التناوب، علّه يغيّر مجموعة من القناعات والثوابت التي تبنتها الجبهة بكل مكوناتها، ممّا يوحي فعلا ان الجديد قادم وأن القرارات مستقبلا ستكون محل توافق أو لجوء الى الآليات الديمقراطية المعمول بها في كل الاحزاب التي تحترم مناضليها.
المصدر: سكوب انفو