
خليفة علي حداد:
تنظيم ما يعرف بـ”الدولة الإسلامية” يعيش أحلك أيامه منذ ظهوره على الساحة كأحد أسلحة الثورات المضادة الأشد إيلاما ودموية وهمجية وخلطا للأوراق.. ما عجزت عنه التحالفات العربية والغربية والأساطيل والبوارج في العراق وسوريا وغيرها، يتحقق واقعا في سرت على أيدي ثوار ليبيا الأبطال…
الصمت الإعلامي المطبق في تونس وغيرها يعكس حالة من الحسرة على قرب نهاية هذا الجسم السرطاني الذي كانوا يعولون عليه في تكفير الشعوب بثوراتها وجعلها تتحسر على زمن الطغاة والجلاوزة واللصوص وقطاع الطرق والمافيات.. انقلب السحر على الساحر وأصبحت المعركة ضد أزلام الدواعش فرصة أخرى لاستعادة زخم الثورات وضخ دماء جديدة فيها…
عندما يستشهد وزيران سابقان، أحدهما النقيب الحالي للمحامين، في هذه المعركة، فذلك دليل على أهميتها وقدسيتها وعلى أن أحفاد عمر المختار ورمضان السويحلي وخليفة بن عسكر فوق حسابات السياسة والبيع والشراء.. هزيمة داعش ليست مجرد هزيمة لعصابة من المنحرفين، بل هي هزيمة لمعسكر ومشروع عابر لحدود الثورات العربية، أضلاعه دول متصهينة تضخ المال والسلاح وتجند الإعلام المرتزق، وأزلام يهندسون ويقودون، وسذج ينفذون. وهذا التحليل ليس من محض الخيال، فمعركة سرت أسفرت عن قياديين أزلام بأسماء معروفة من كتائب نظام القذافي المنهار وأجهزته الأمنية، وسذج منحرفون من تونس والسودان ومصر والجزائر وغيرها يذهب أغلبهم وقودا للمفخخات.. مشهد كبير من اللعبة أنهي بالنار وبعزيمة الثوار وبالدم الغالي وبـ150 شهيدا و450 جريحا حتى الآن، ولم يبق إلا القليل.. ولتسجل كتب التاريخ وإن كره الكارهون…
قبل الختام.. أحد المشعوذين من أتباع الهارب برتبة “محلل سياسي”، تقتقت اليوم قريحته في إحدى دكاكين الإعلام النوفمبري.. ثوار ليبيا اتفقوا سرا مع داعش على هذه المعركة حتى يستعيدوا نفوذهم ويظهروا في صورة المقاوم للإرهاب…
أنت تتجنى على تونس … التوانسة الأحرار آووكم وساندوكم في كل المحن….. قلبك مريض ….. الدواعش التوانسة لا يمثلون الشعب التونسي ….هنا في تونس زوز ملاين ليبيين يعيشون بيننا معززين و مكرمين …. و ما حاجتناش باي شيء من عندكم …. فتوقف