تحاليل

إمبراطورية الشرّ

بقلم مبروك بن عيسى  الذهيبي:

     

     لكي  نفهم ما يحدث في تونس و العالم العربي من فوضى  إرهابية  “منظمة ” يجب أن نقرأ  المشهد الجيوسياسي على النطاق العالمي حيث أن تونس ليست إلا بيدق على خريطة نهب ثروات الشعوب من طرف الشركات الصهيونية الدولية “ميلتيي ناسيونال”  لذا و لتكوين إسرائيل الكبرى  كما هو مصور  على العملة الصهيونية “الشيكل” و منحوت على جدار البرلمان الصهيوني و الخطين الأزرقين على العلم الصهيوني( حدودك  يا إسرائيل من الفرات إلى النيل ) وجب على الصهيونية العالمية احداث “فوضى خلاقة” على نطاق العالم الإسلامي أولا – لأنه الأكثر مقاومة … وأنجع أسلوب هو تحويل الصراع المقدس ما بين المسلمين و المسيحيين الشرقيين و كل الشرفاء في العالم من جهة ضد كيان العدو الصهيوني الاستعماري إلى صراع دموي مذهبي طائفي (سني، شيعي، مسيحي) يفجر العالم الإسلامي من الداخل فرق تسود شعار ألاستعمار الدائم… ليرتاح عدونا المشترك و يقوى ؟؟؟ لذا صنعت الصهيونية العالمية  عدو  وهمي سمته  “الإرهاب ” لكي  يلهي كل الشعوب <المسلمة و غيرها > عن العدو الحقيقي  و الوحيد للبشرية و هو كيان العدو اليهودي الصهيوني و شركاته  الاستعمارية الدولية الناهبة  لخيرات العالم ( راجع  القائمة على  موقع “حلال بوك.كوم” بتاريخ 18/06/2015)في البداية أنشؤوا  القاعدة بزعامة عميلهم بن لادن (و الدليل: أن عائلة بن لادن شركاء مع بوش الابن في شركة مقاولات كبرى “كارلال قروب” …يصنعون الحروب المدمرة للفوز بصفقات إعادة الاعمار لاحقا…راجع كتاب “النوم مع الشيطان”للكاتب روبار باير)  و استعملوا  القاعدة  لتدمير الاتحاد السوفياتي و نجحوا … و أصبح “الفيل الأمريكي الأعور “التي تقوده “العنز العرجاء إسرائيل” هو المسيطر على أغلب  مقدرات و خيرات العالم (راجع موقع منظمة “أوكسفام ” البريطانية المستقلة كيف أن 67 شخصا يملكون ثروة أكثر من نصف البشرية  …و أغلبيتهم من الصهاينة و فيهم بعض الأعراب الوهابيين الخوارج من حلفائهم…) و لكن بعد هزيمة “امبراطورية الشر” في أفغانستان و العراق ماضيا … و حاليا هزيمتهم مع محور المقاومة إيران  و سوريا و لبنان و اليمن …أنشؤوا “داعش” المتوحشة الرهيبة لتدمير محور المقاومة عوضا عنهم …الذي انتصر على العدو الصهيوني مرتين في لبنان سنتي 2000 و 2006… و أكبر دليل على أن القاعدة و داعش و مشتقاتهم هم من صنيعة “الموساد” و “سي .اي.اي”…لم يقم هؤلاء الوهابيين السلفيين التكفيريين بعملية واحدة ضد كيان العدو الصهيوني أو ضد فروعه الإجرامية في العالم الإسلامي…؟؟؟…كما فضحهم المستشرق الصهيوني المجري “قولدتسهاير” منذ مدة حين قال { لقد زرع ابن  تيمية في الإسلام بذرة لن تقوم له قائمة بعده و أول بذرة ابن عبد الوهاب ( امام الخوارج الوهابيين الذي كونته  المخابرات البريطانية لتدمير السلطنة العثمانية في القرن 19  …تذكروا “لورنس العرب” و “قوردن باشا” و غيرهم كثير…) }ولفهم أحداث الماضي  و الحاضر و “المستقبل” اليكم نبذة تاريخية مبسطة:

 1/ إصدار وعد “بلفور” سنة 1917 لأحداث وطن قومي للصهاينة في فلسطين ( أي إعطاء من لا يملك – بريطانيا ألاستعمارية –  لمن لا يستحق –اليهود الصهاينة).

2/ تدمير  السلطنة العثمانية التي كانت تحكم أرص فلسطين المباركة و هو ما تم على يد الدكتاتور كمال أتاترك ( أخبث ترك حفيد اليهودي مزراحي )سنة 1924 و دخول الجنرال اللن بي البريطاني الى القدس وهو حليف الوهابيين الأوائل …

3/ دفع اليهود المغفلين من كل أنحاء العالم ,خاصة من أوروبا الى احتلال فلسطين , فمولوا هتلر و حزبه النازي سريا ثم دفعوه الى ارتكاب المجازر بحق البسطاء منهم لكي يخاف البقية و يهربوا الى فلسطين لقلب التوازن الديموقرافي لصالح اليهود الصهاينة على حساب المسلمين …وهو ما تم  مابين سنة 1917 و نهاية الحرب العالمية الثانية  …

4/ إعطاء صبغة رسمية لكيان العدو الصهيوني و هو ما تم سنة 1948 على يد بن غوريون…

5/ توسيع رقعة هذا الكيان ألاستعماري بشن الحروب القذرة حتى تصل حدوده من الفرات الى النيل …

6/ التدمير التدريجي و الممنهج للدول الكبرى في العالم ( أمريكا ، روسيا ، أوروبا الغربية ، الصين ، الخ…) لكي  يبقى الكيان الصهيوني وحده في قمة الهرم …؟!؟

و يفهم أولوا الألباب و العقلاء من المسلمين و المسيحيين وغيرهم من الأحرار أن العالم اليوم في نهاية المرحلة الخامسة و بداية المرحلة السادسة (راجع الرسالة السرية الذي بعث بها الجنرال اليهودي الأمريكية “ألبار بايك” من عبدة الشيطان درجة 33) إلى صديقه “قيوسيبي مازيني”و التي “يتنبأ” فيها بالحروب العالمية الثلاث (راجع كتاب “الوجه السري للتاريخ المعاصر” للكاتب السياسي جون لومبار ص552…) التي ستشعلها الصهيونية العالمية …لتحقيق المرحلة السادسة المذكورة سابقا …؟!؟ حتى و لو قتل مئات الملايين من الأبرياء و دمرت عشرات البلدان، تمت الحربين العالميتين الأولى و الثانية و لاشعال الثالثة  صنعوا القاعدة و داعش لتدمير العالم الإسلامي من الداخل كما صنعوا من قبلهم عصابات “ستاي بيهاند” في أمريكا الشمالية و عصابات “قلاديو” في أوروبا لإرهاب  أو اغتيال كل المعارضين لمشروعهم الشيطاني العالمي الرهيب (من سياسيين أو برلمانيين أو صحافيين أو من زعماء المجتمع المدني ) و هم بارعين في تمويه اغتيالاتهم السياسية في شكل “انتحارات” ( مثل اغتيالهم للصحافيين الأمريكيين أرون سوارس  و مايكل هاستينق  و المخرج الأمريكي دافيد  كراولي و كل عائلته و ستة محاولات لاغتيال الصحافي الاستقصائي الأمريكي بنجامان فولفورد الخ…) ولكن بعد انهزام عملائهم من المرتزقة الوهابيين التكفيريين في تفكيك سوريا و العراق و لبنان و أخيرا و ليس آخرا في اليمن (راجع كتاب “الجيوش السرية لحلف الناتو” للكاتب دانيال قانسار نشر دار دومي لون) و دخول الدب الروسي على خط المواجه كقوة عالمية متجددة و انتصار إيران في صراعها السياسي و العلمي و الاقتصادي ضد الغرب (خمسة +1) بعد 37 سنة من الحصار الظالم  و بروز منظومتي دول “شنقهاي” و ” البريكس”التي تحارب هيمنة إمبراطورية الشر على ثروات العالم ( منها اعتماد عملة جديدة في المبادلات التجارية بينهم و اختراع نظام جديد لتحويل الأموال بعيدا عن احتكارمنضومتي “سويفت” و الدولار الاستعماريتين) …ارتبكت امبراطورية الشر و قررت تصدير  مرتزقتها الإرهابيين من الشرق الإسلامي الى شمال إفريقيا لربح الوقت و محاولة لتفكيك الجزائر لأنها بلد يعتبر من محور المقاومة للصهيونية العالمية و خاصة و أنه غني بالبترول و الغاز و موقعه في القارة استراتيجي كبوابة أوروبا التجارية لإفريقيا… و لمحاصرتها تدريجيا …نجحت في ذلك من جهة المغرب و مالي و ليبيا و مازالت تونس لم تقم فيها قواعد عسكرية مهمة لاستكمال الحصار…لذالك بعثوا بدواعشهم إلى “بن قردان”لاحتلالها و اعلان امارتهم الوهابية و هكذا يصبح لديهم ذريعة لوضع تونس تحت الوصاية الدولية (الفصل السابع)و من ثم إقامة قواعد عسكرية و بدأ الهجوم على الجزائر الشقيقة  و لكن رب العالمين أفشل خططهم الشيطانية على يد المخلصين لدينهم و وطنهم من السكان و العسكريين و الأمنيين .” كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله “( سورة المائدة أية 64) لذا و لتحصين بلدنا و العالم الإسلامي  علينا العودة القوية لقوانين القرآن المجيد و تطبيقها في كل الميادين و على كل المستويات و ليس محاربة الإسلام بمشاريع قوانين مشبوهة الهدف و المصدر و خبيثة جدا ( كمشروع “حماية المرأة”و “المساواة” الذي سيفجر الأسرة من  الداخل و من ثم يدمر المجتمع و يعود الاستعمار المباشر) و كما قال أحد العلماء الربانيين :”لكي تهزم العدو( سواء كان صليبيا أو يهودي  صهيوني  أو  وهابي تكفيري صهيوني) تصرف  تصرفا  إسلاميا  حقيقيا” و كما قال عالم اخر ـ كونوا لنا دعاة “صامتين” ـ( أي بأخلاقكم الطيبة مع الجميع)و السلام.

الرئيس السابق للجمعية الدولية للثقافة الإسلامية بباريس. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  المقال يعبر فقط عن وجهة نظر الكاتب وليس عن وجهة نظر الموقع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق